فجأة ودون سابق إنذار أو " ترصّد "  قامت عشية اليوم القناة " الوطنية جدا " 2 بقطع البث المباشر لمباراة النادي الرياضي لحمام الأنف ونجم المتلوي بملعب حمام الأنف . أحباء الفريقين  في تونس وخارجها وأيضا المولعون بالرياضة في كافة أنحاء البلاد كانوا قد شاهدوا الشوط الأول كاملا . ولم تكد تمرّ سوى بضع دقائق على انطلاق الشوط الثاني  وفي رمشة عين وجدنا أنفسنا في باردو وتحديدا في " ملعب " مجلس النواب نتابع مداولات لا يهتمّ بها حتى  أغلب النواب أنفسهم بدليل أن  أكثر من الثلثين منهم كانوا غائبين .
وبقطع النظر عن تلك المداولات   ومحتواها أريد أن أفهم  هذا  " المنطق الرعواني " الذي ما زالت تتعامل به التلفزة التونسية مع عموم المشاهدين . وبأي حقّ تقطع عنهم البث فجأة لتحملهم إلى حيث تريد هي ولا إلى حيث يريدون ؟. إن ما حدث ليس له إلا تفسير واحد وهو أن هذه التلفزة لا تحترم المشاهدين وربما آخر ما تفكّر فيه أصلا هم المشاهدون . ولعلّ عبارة  لا تحترم لا تؤدي المعنى المراد إذ أن هذه التلفزة تحتقر المشاهدين ولا تحترم نفسها لأنها لو كانت تحترم نفسها لاحترمت مشاهديها  الذي يدفعون غضبا عنهم  المال الذي ما به تعيش ولولا ما يدفعون لكانت أغلقت الحانوت منذ عدة قرون .
وبكل المقاييس لا يمكن أن يحصل ما فعلته هذه التلفزة حتى في أكثر بلدان العالم تخلّفا  لأنه دليل على اللامبالاة وعلى قلّة الذوق وعلى أن المشرفين عليها لم يبلغوا بعد حتّى مرحلة الهواية في عصر تتحارب فيه الفضائيات على كسب ودّ مشاهد  بات  " يتدلّل "  وله من فرص الاختيار آلاف مؤلفة من القنوات . ولن أترك الفرصة تمرّ لأقول : هل بمثل هذه التصرّفات تريدون منافسة بقية القنوات حتى التعيسة منها ؟.
جمال المالكي