بفيلم "التونسية ":رائدة الحركة النسائية في تونس بشيرة بن مراد تعود من بعيد ...
تم عشية يوم السبت الفارط بقاعة عمار الخليفي في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تقديم العرض قبل الأول للفيلم الوثائقي "التونسية "للمخرج و المنتج المنصف بربوش .
الفيلم تناول حياة رائدة الحركة النسائية في تونس و مؤسّسة الاتحاد الإسلامي النسائي التونسي المناضلة الراحلة بشيرة بن مراد التي ولدت سنة 1913 وتوفيت سنة 1993.
الحضور كان مكثف حيث جمع الفيلم عددا هاما من الإعلاميين والمثقفين والسياسيين ووزراء سابقين وعائلة الراحلة إضافة الى العاملين على الفيلم من تقنيين و ممثلين و على راسهم الممثلة القديرة حليمة داود التي لعبت دورة البطولة و تقمصت شخصية "للا بشيرة".
و تجدر الإشارة ان مخرج الفيلم لم يتلقّ تمويلا من الدولة التونسية كما سبق ان اوردنا في مقال سابق عن الفيلم حيث اعتمد على تمويله الذاتي مدعوما من عائلة بشيرة بن مراد.
الفيلم انطلق بعد تأخير بقرابة ساعة من الزمن اثر عطب تقني خلف العديد من التساؤلات و من طرف الحضور في القاعة و لكن مع ذلك تشبث الجميع بأماكنهم معبرين عن رغبة حقيقية في مشاهدة العمل .
الفيلم مثل وثيقة تاريخية كشفت حقائق جد مهمة لكونه يزخر بالشهادات الحية لعدد من الشخصيات مثل عبدالفتاح مورو، الطيب الزهار، عبدالحق الأسود، الطاهر بن مراد، نعيمة بن حمودة، آسيا غلّاب، سلوى باي وغيرهم....
الشهادات جاءت متطابقة انها شخصية استثنائية متشبعة بالإنسانية و متسلحة بطموح و ذكاء وقاد لكنه تم السعي لمحو تاريخها كرائدة الحركة النسائية.
المخرج سلط الضوء من خلال الفيلم على زوايا جد مهمة في حياة الراحلة من بينها علاقتها بالرئيس لحبيب بورقيبة آنذاك و السبب الحقيقي الذي كان وراء القطيعة بينهما وهو ما اذهل الجميع خلال العرض .
و ما اثار الجدل عقب عرض الفيلم هو ربط المخرج الماضي بالحاضر فقد اكد المخرج ان بشيرة بن مراد طالبت بالتناصف بين المرأة و الرجل في مجال السياسة و حلمت ببرلمان تونسي. و قد عرض الفيلم لقطات من التوقيع على اول دستور تونسي بعد الثورة و تأسيس اول برلمان منتخب. و دعا السيدات النواب من مختلف الكتل للحضور للتصوير لكن اقتصر الحضور على اثنتين فقط هذا ما دفع بالمخرج لجلب نساء تقمصن دور البرلمانيات لإتمام المشهد و مع ذلك تحدث البعض عن توظيف صورة بشيرة بن مراد لفائدة حزب سياسي معين .
فيلم جديد ينضاف لباقة الأفلام التونسية التي تحكي عن نضالات المرأة ببلادنا نضالات معلومة و أخرى مغيبة او بقيت في طي النسيان لكن في كل مرة يقدم منتج او مخرج على احياء الذاكرة الوطنية و إعادة الاعتبار لنضالاتهن .
ايناس
التعليقات
علِّق