بعد " مبعوث العناية الإلهيّة " لشوكات ... سعيدة قرّاش تزفّ لنا بشرى : " تونس محظوظة بالسبسي "!!!

بعد " مبعوث العناية الإلهيّة "  لشوكات ... سعيدة قرّاش   تزفّ لنا بشرى : " تونس محظوظة  بالسبسي "!!!


ما زالت العبارة الشهيرة  لخالد شوكات   الذي وصف الباجي قائد السبسي  بأنه " مبعوث العناية الإلهية " لم تفارق مسامعنا حتى أتحفتنا البارحة  المستشارة الناطقة باسم رئاسة الجمهورية  اليساريّة سابقا  ( وهذه ليست شتيمة أو استنقاصا بل هي مجرّد تذكير له مغزاه )  سعيدة قرّاش التي قالت في برنامج كلام الناس  : " إن تونس محظوظة  بوجود الباجي قائد السبسي في ظرف ما بعد 14  جانفي 2011 ... وهو الذي استطاع  أن يفعل .... وأن يعمل ... وأن ... وأن ...".
وبقطع النظر عن " قناعاتها الخاصة  " التي جعلتها ترتمي في أحضان السلطة بدعوى " الإصلاح من داخل المنظومة " مثلما قالت  فإن جزءا كبيرا من كلامها لا يقال إلا في إطار واحد وهو ردّ الجميل لوليّ النعمة  الذي أوصل سعيدة قراش إلى المنصب  الذي تشغله اليوم  ومحاباة ومجاملة منها للرجل الذي يبدو أن له مزايا وأفضالا عليها . ولئن لا ينكر عليها أحد أن تمدح  الرئيس وأن تقول فيه ما لم يقله مالك في الخمرة  فإنه ليس من حقّها أن تحاول إقناعنا بأن ما تراه هي صوابا وحقيقة  هو بالضرورة صواب وحقيقة عندنا . ولعلّ ما يبعث على التعجّب في ما قالته المستشارة  أنها وبرغم  تربيتها في حضن اليسار الرافض لسياسات بورقيبة وبن علي  وإصرارها على أن " النساء الديمقراطيات " في عهد بن علي  مرجعها في النضال فإنها تنطق على لسان من تربّوا في  أحضان حزبي الدستور والتجمّع حيث  يسعى الجميع أو أغلبهم إلى تأليه  " القائد " وإضفاء هالة من العظمة  والكبر عليه  وحالات أخرى لا يستحقّ أغلبها  أو ربّما لم يطلبها فإذا به تأتي من الحاشية . وبمثل هذا الكلام  الذي قالته لا نعتقد أن التونسيين سيثقون كثيرا في ما تقول  لأن أغلبهم يعرف ويدرك هذه " النعمة الإلهية " التي تكاد يصل بنا اليوم إلى المجهول ... لقد وصلنا إلى  هذه الدرجة ونحن محظوظون حسب  المستشارة فماذا لو أننا كنّا من أصحاب  سوء الحظّ  أو من أصحاب التعاسة ؟.
جمال المالكي

التعليقات

علِّق