بعد غزو روسيا لأوكرانيا : تونس تدعو العرب للتكتّل
كشفت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا مجددا عن حالة الوهن والضعف للدول العربية ، فبعد عجزها عن الخروج بموقف موحّد من الأزمة الحالية والتي طالت انعكاساتها السياسية والإقتصادية كل دول العالم، وعلى غرار بقية القضايا الدولية، اختلفت ردود الحكومات العربية بشكل واضح على الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية. وطال هذا الاختلاف المواقف الشعبية وبدا جليا في وسائل الإعلام العربية التي تعاملت مع الغزو الروسي وفق ما اعتبره مراقبون "الحياد الحاذق" الذي تسعى من خلاله إلى الحيلولة دون الإساءة إلى الروس أو الأمريكيين على حد سواء.
أسباب الحياد العربي
يربطه بعض النقاد الحياد والصمت العربي بالأمن الغذائي للدول العربية، إذ تعد دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط أكبر مستورد للقمح في العالم، وذلك من دول عدة أهمها روسيا وأوكرانيا كمصدرين رئيسيين.
وفي الخليج العربي، وبالرغم من ارتباط الدول الست الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي بشراكة قوية بالولايات المتحدة والدول الغربية عموما، تبنت تلك الدول موقفين مختلفين بشكل واضح من الأزمة: موقف التزم الحياد تجاه الصراع، وموقف انحاز إلى الموقف الغربي وإن على استحياء.
وفي ظل الدعوة لتكتّل عربي
في وقت سادت فيه التكتلات الإقليمية بين دول العالم وخاصة من الجانب العسكري ، بقيت المواقف العربية دون خطورة اللحظة وجسامة تداعياتها، إلا من مراقف تثير السؤال عن قيمتها وردنها الفعلي في الواقع كذلك الذي صدر عن الرئيس التونسي قيس سعيد.
تونس دعت مؤخرا من خلال مجلس الدولة العربية، إلى توحيد الجهود والرؤى من أجل التصدي لـ”حالة الاستقطاب الدولية المتنامية”، في ظل الوضع الدولي الراهن.
جاء ذلك على لسان وزير الشؤون الخارجية عثمان الجرندي، في لقاء جمعه بنظيره البحريني عبد اللطيف الزياني، على هامش أعمال الدورة العادية الـ157 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقد بالقاهرة ، وفق بيان للخارجية التونسية.
وقال الجرندي إن "الوضع الدولي الراهن يستدعي من الدول العربية توحيد الجهود والرؤى من أجل التصدي لحالة الاستقطاب الدولية المتنامية".
اللقاء "كان مناسبة تبادل خلاله الوزيران وجهات النظر حول أبرز القضايا العربية والإقليمية والدولية الراهنة وما أسفرت عنه من تغييرات جذرية"، دون مزيد من التفاصيل.. وهي صيغ من العمل الدبلوماسي التقليدي التي كثيرا ما كانت مثار نقد لدى من يتهمون العمل العربي بالوهن والإخفاق والسعي لرفع العتب.
وعقد الاجتماع الوزاري العربي ، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، لمناقشة عدة قضايا أبرزها تحضيرات القمة المقبلة بالجزائر، ومستجدات القضية الفلسطينية، وتطورات الأزمات الدولية.
يذكر أن المواقف الرسمية للدول العربية من الغزو الروسي لأوكرانيا انقسمت إلى ثلاث مجموعات: الأولى أيدت الغزو الروسي وحاولت تبريره، وضمّت دولة واحدة هي سوريا. الثانية انحازت على خجل الى موقف الدول الغربية المندد بالحرب على أوكرانيا مع اعتماد خطاب إعلامي متوازن. الثالثة فضلت الظهور بموقف التزام الحياد في الصراع.
شكري
التعليقات
علِّق