بعد تعدد تصريحاته " المثيرة " : هل أصبح زهير المغزاوي ناطقا رسميّا باسم رئس الجمهورية ؟

بعد تعدد تصريحاته " المثيرة " : هل أصبح زهير المغزاوي ناطقا رسميّا باسم رئس الجمهورية ؟

قبل 25 جويلية 2021 وبعد هذا التاريخ الفاصل كان  الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي ( وما زال ) يدلي بتصريحات يبدي من خلالها  " مساندته المطلقة " للرئيس قيس سعيّد ومساندة حركة الشعب لكافة الإجراءات التي قام بها الرئيس خاصة بعد 25 جويلية 2021  إلى درجة أن الكثير من الملاحظين ألقوا السؤال التالي : هل إن زهير المغزاوي ناطق رسمي باسم رئيس الجمهورية دون أن يكون ذلك بصفة معلنة ؟.

وفي حقيقة الأمر فإن السؤال وجيه جدّا لعدّة أسباب لعلّ أهمّها :

- عندما يتكلّم المغزاوي يبدو واثقا من نفسه إلى أبعد الحدود وهو يردد دائما عبارات من نوع " الرئيس سيفعل كذا ....الرئيس سيتصرّف بالشكل كذا ... الرئيس سيقرر كذا ..." . وهذا جعل البعض يستنتج أن المغزاوي " مفوّض " بصفة غير معلنة للحديث والتحدّث باسم الرئيس قيس سعيد و" بلورة " ما يدور في ذهن الرئيس من أفكار.

- المغزاوي في تصريحاته يصنّف الأطراف السياسية فيجعل من بعضها في صف " المقرّبين " من الرئيس ومن بعضها الآخر في صفّ " الأعداء " الذين يقول بكل ثقة في النفس فيعزلها ويبعدها عن أي دور قد تفكّر أصلا في القيام به مستقبلا.

- سئل المغزاوي مرّة : هل عنده معلومات مؤكّدة أن الرئيس " ينوي أو قرر القيام بكذا وكذا " فقال : عندي الكثير من الأمور التي أتحفّظ عن ذكرها . وهذا يعني أنه إما على علم بكل ما يدور في قصر الرئاسة سواء من الرئيس نفسه أو من بعض المحيطين به وإما أنه يخمّن ويستنتج . وفي هذه الحالة كان عليه أن :

* يوضّح للناس أن كل تصريحاته تستند إلى معلومات صحيحة وبالتالي نفهم أنه " مفوّض " غير معلن وإما أنها تستند إلى تخمينات واستنتاجات . ولا شكّ انه في هذه الحالة الأخيرة مدعو مستقبلا إلى تحديد كل شيء بكل الوضوح اللازم . فالمعلومة أمر فيه نقاش ونظر خاصة أن بعضها " ليس للنشر " مثلما نعلم جميعا في عالم الصحافة وبالتالي فإن نشرها يعتبر " خيانة " للمجالس التي نعرف أنها بأماناتها . أما التخمين والاستنتاجات فأمر آخر لكن يجب الإفصاح عنه حتى لا تختلط الأمور ولا تتشابك في أذهان الناس.

أنا لا أنكر على المغزاوي حقّه في أن يختار الرأي أو الموقف الذي يؤمن به ويتناسب مع أفكاره وقناعاته. كما أنه حرّ في أن يساند رئيس الجمهورية وأن يدعمه مثلما يريد . وإذ تناولت هذا الموضوع فلأني ( مثل سائر الناس ) اختلطت في ذهني الأمور فلم أعد أفرّق بين زهير المغزاوي الذي يعبّر عن آرائه وقناعاته وبين زهير المغزاوي الناطق الرسمي باسم رئيس الجمهورية .

وفي كافة الأحوال تبقى ملاحظة مهمّة ليست بمعزل عن كل ما قلته سابقا ( بما في ذلك مقال اليوم بالذات ) عن إحدى معضلات قصر قرطاج  المتمثّلة في فريق الاتصال. فلو كان الرئيس محاطا بفريق اتصالي يتقن " أصول اللعبة " لكان قد تفطّن منذ مدّة إلى هذا الأمر فيسارع بتوضيح الأمور من أجل رفع الالتباس من أذهان الناس في ما يتعلّق بالسؤال الجوهري : هل إن زهير المغزاوي ناطق رسمي " غير معلن باسم رئيس الجمهورية قيس سعيّد أم إنه يقوم بذلك من تلقاء نفسه مثلا ؟؟؟.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق