بعد تضامنه مع تلميذة أوكرانية: بأي حق يتم إيقاف مدير معهد بسوسة عن العمل ؟

بعد تضامنه مع تلميذة أوكرانية: بأي حق يتم إيقاف مدير معهد بسوسة عن العمل ؟

أفادت تقارير صحفية بأنه تم إيقاف مدير المعهد الثانوي طاهر صفر بسوسة  عن العمل تحفظيا بعد أن قام  بنشر صورة له منذ أيام على الموقع الرسمي للمؤسسة التربوية المذكورة رفقة تلميذة تحمل جنسية مزدوجة  تونسية أوكرانية  أرفقها بتدوينة عبّر من خلالها عن تضامنه معها إثر بداية تصاعد التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية( قبل بداية الحرب يوم أمس ).

وقد لوحظ  أنه تم تعطيل خاصية التعليق على الصورة المنشورة على موقع المعهد على "  " الفيسبوك بعد أن لاقت سيلا من التعليقات المختلفة . كما تم حذف نص المساندة والإبقاء على الصورة فقط.

وقالت  مصادر إنه تم تكليف الناظر بتسيير المؤسسة التربوية.

إلى هنا  ينتهي الخبر لكن لابدّ من إبداء بعض الملاحظات:

- على أي أساس تم اتخاذ قرار إيقاف هذا المدير عن العمل تحفّظيا أو بأية صفى أخرى؟

- أليس من حق هذا المدير ( أو غيره ) أن يعبّر عن تضامنه مع تلميذة ( تونسية أوكرانية ) تدرس بالمعهد الذي يديره بأية طريقة كانت ؟

- لو حدثت هذه الواقعة في بلد آخر يؤمن حكامه ومسؤولوه بحرية الرأي والتعبير هل  يتم إيقاف المدير عن العمل لمجرّد أن متضامن مع تلميذة ؟

- أليس هذا نوعا من تكميم الأفواه ورفض الرأي الآخر حتى لو تم ذلك على صفحة مؤسسة تربويّة من المفروض أن تكون بعيدة عن كافة المسائل السياسية؟

- ما الضرر الذي يمكن أن يلحقه موقف هذا المدير بوزارة التربية وبالدولة التونسية عموما لولا " الخوف " من ردّة فعل  الدولة الروسيّة وهو خوف لا مبرّر له على الإطلاق؟.

وهل أن تونس تخشى الدخول في متاهات مع روسيا لمجرّد هذا الموقف الإنساني ؟

وبناء على كل ما سبق أرى ( من وجهة نظري الخاصة ) أن ما حصل للمدير ظلم كبير وبالتالي لابدّ من مراجعة هذا القرار الجائر من خلال إرجاع المدير إلى عمله ورفع المظلمة عنه وردّ اعتباره حتّى لا نقول إننا فعلا بتنا نعيش في دولة مخيفة لا تحترم فيها حرية الرأي والتعبير.

ج - م

التعليقات

علِّق