بعد ان جمّد نشاطه : نبيل القروي يستقيل من نداء تونس

بعد ان جمّد نشاطه : نبيل القروي يستقيل من نداء تونس

 


اودع صبيحة اليوم نبيل القروي ورقة استقالته بمقر نداء تونس بعد انك كان قد اعلن سابقا على تجميد نشاطه فيه .و حسب ما ورد في نص الاستقالة فان  غياب الظروف الديمقراطية في التسيير داخل الحزب و التنكر لمبادئ  التاسيس وهي احد اهم الدوافع التي جعلته يأخذ مثل هذا القرار .
وفيما يلي نص الاستقالة :
" بعد تجميد انتمائي لنداء تونس الذي أبقى واحداً من مؤسسيه وتعليق النشاط صلب جميع هياكله، تأكد لي مع مرور الوقت وإنطلاقاً من تجربتي السابقة في الحياة والسياسة أن الطريق المتبعة من قبل هذا الحزب لم تعد تلتقي مع قناعاتي والقيم التي أؤمن بها. وذلك لافتقاره إلى الأركان الأساسية التي من المفروض أن تميز أي حزب ديمقراطي ألا وهي العمل الجماعي والتشاور والتبادل والتوافق فضلاً عن الرؤى والأفكار ونكران الذات والإرادة الحقيقية للتركيز على خدمة المواطن وتغليب المصلحة العامة. كما أيقنت أن الصراعات والمناكفات والمناورات السياسوية ابعدت الحزب عن الواقع اليومي المعيش للشعب وعن مشاغله الرئيسية. ليس هذا هو التصور الذي أحمله عن السياسة في أسمى معانيها وأنبل مقاصدها.
من جهة أخرى لقد كنت ولا أزال مقتنعاً مبدئياً بضرورة وصوابية مفهوم التوافق الوطني والمصالحة. لكن ثبت لي هنا أيضاً أن هذا الخيار المجتمعي والإنساني الذي آمنا به جميعاً كطريقة لإنجاح لإنتقال الديمقراطي وإخراج تونس من أزمتها المتفاقمة ضل محصوراً في بوتقةٍ ضيقة وفي خدمة مصالح شخصية دون أن يعم جميع طبقات المجتمع وأن يحقق النتائج المرجوة.
إني أعتقد، وبلادنا تمر بعاصفة هوجاء، أنّ على الطبقة السياسية وكافة النخب أن تقلع عن التمترس الاديولوجي لتركز اهتماماتها إلى جانب الدولة بإتجاه الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي وإيثار مسلك الديمقراطية التشاركية القائمة على العمل الميداني والقرب من المواطن والإنصات لهمومه وتفهم مشاغله والتحاور معه وهو ما يمثل الطريق الوحيد نحو التآلف والخلاص.
لذلك قررت تقديم استقالتي النهائية من حزب نداء تونس وإسترجاع كامل حريتي في التعبير والنشاط لأتمكن من التحرك والعمل بدون قيود، للقاء مواطنينا والوقوف على أسباب معاناتهم وقلقهم ونفاذ صبرهم وصيحات فزعهم ومدّ يد المساعدة لإخواننا واخواتنا وخاصة منهم شبابنا وكل الذين نتقاسم معهم هذا الوطن ممن يعانون الخصاصة والهشاشة والحرمان والإطلاع على آمالهم وأحلامهم ومحاولة تجميع كل الإمكانيات لإعانتهم على تحقيقها وعلى إسترجاع أملهم وكرامتهم وثقتهم في المستقبل.
ولعل أفضل ما أنهي به رسالة الإستقالة هذه ما أكده أحد المفكرين عندما قال: "إن أحسن حكومة ليست تلك التي تنشئ أسعد الناس بل هي التي تسعد أكبر عدد من الناس"
حظاً سعيداً لنداء تونس من أجل أن يسلك الطريق القويم الذي على أساسه تم انشاؤه من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي وتمنيناه له كمؤسسين."
نبيل القروي 

التعليقات

علِّق