بعد " القنبلة " التي فجّرها بن غربية : ماذا تنتظر الحكومة والنيابة العمومية ومجلس الشعب لفتح تحقيق ؟

بعد " القنبلة " التي فجّرها بن غربية : ماذا تنتظر الحكومة والنيابة العمومية ومجلس الشعب لفتح تحقيق ؟

 

لا حديث اليوم في الأوساط الإعلامية والسياسية إلا عن " الفيديو القنبلة " الذي نشره أمس معزّ بن غربية الذي قال فيه إنه لجأ إلى سويسرا تحت وطأة الخوف والشعور الجدّي بأنه مستهدف وأن الأطراف التي قال يوم 29 سبتمبر الماضي إنها حاولت اغتياله في تونس جادة في مسعاها بدليل أنها توجد في نفس النزل الذي يقيم به في سويسرا تحت حماية الشرطة وبالتعاون مع صاحب النزل حسب ما صرّح به في التسجيل المذكور .
ونظرا إلى خطورة ما صرّح به فإن على كافة الجهات المسؤولة في البلاد أن تأخذ الأمر بكل جدّية وأن تفتح تحقيقا جدّيا في الأمر عسى أن يزاح الغموض عن الكثير من المسائل التي لم تعد توحي بالخير بل أصبحت مبعثا للخوف والتساؤل .
ولعلّ الأسباب التي نرى أنها متوفّرة لفتح هذا التحقيق عديدة وأهمّها :
أوّلا : قال بن غربية إن طارق المكّي تم قتله بجرعة زائدة من " الفياغرا " وضعت له في كوب من العصير. وهذا يعني أن الموت لم يكن طبيعيّا وبالتالي توفّرت قرينة جديدة كافية ربّما لإعادة فتح الملف .
ثانيا : قال بن غربية إن الجهة التي قامت بالإغتيالات السياسية في تونس نافذة ومؤثرة في البلاد وإن من قتلوا شكري بلعيد والبراهمي حاولوا  تصفيته أيضا . وهذا أيضا عنصر جديد في القضية التي لا أحد يعرف اليوم إلى أين وصلت وبالتالي على النيابة العمومية أن تطلب سماع بن غربية .
ثالثا : هدد بن غربية بأنه سينشر شريطا آخر فيه  أسماء كافة الذين يقفون وراء الإغتيالات السياسية وأرقام هواتفهم في صورة ما إذا لم تكفّ هذه الأطراف عن تهديده . وفي هذا تتوفّر قرينة ملحّة كي يقع سماعه لأنه في كلتا الحالتين سيفيد العدالة بما أنه إما سيكشف حقائق ثابتة وإما سيتّضح أنه لم يقدّم سوى ادّعاءات .
رابعا : أكّد بن غربية أن الذين اتهمهم يوم 29 سبتمبر الماضي بمحاولة اغتياله في تونس يوجدون معه في نفس النزل الذي يحتمي به في سويسرا بما يعني حسب رأيه وبالمنطق أيضا أن هذه الأطراف  مصرّة على ما تريد وبالتالي على السلط المعنية أن تقوم بالتنسيق اللازم مع السلطات السويسرية لحماية بن غربية  في مرحلة أولى وجلبه لسماعه في مرحلة ثانية.
خامسا : أكّد بن غربية  مرة أخرى أن 3 مواطنين عربا حاولوا اغتياله يوم 29 سبتمبر الماضي وأنهم يقيمون معه بنفس النزل في سويسرا والأهمّ من كل هذا أن بعض الأطراف التونسية النافذة تدخّلت لإخلاء سبيلهم بعد وقت وجيز من إلقاء القبض عليهم يوم 29 سبتمبر بدعوى عدم توفّر الأدلّة آنذاك . وأضاف بن غربية أنه تحصّل على الأرقام التي اتصل بها أولئك المواطنون العرب الثلاثة في ذلك اليوم وأن أحد الأرقام يعود إلى شخصية سياسية معروفة .
سادسا : قال بن غربية إن لديه معلومات عن موت المحامي فوزي بن مراد الذي قيل إنه توفّي إثر سكتة قلبية بينما تفيد معلومات بن غربية بأن التصريحات التي أدلى بها فوزي بن مراد في ندوة صحفية سبقت موته لها علاقة وثيقة بموت هذا المحامي .
وبناء على كلّ هذا وعلى ما خفي أيضا في هذا الملف نطالب و نقول ونكرّر إن فتح تحقيق جدّي للوصول إلى الحقائق مهما كان نوعها بات ضرورة ملحّة خاصّة إذا ربطنا بين تلميحات بن غربية التي لم تعد تلميحات بالنسبة إلى العديد من متابعي الشأن السياسي والإعلامي في تونس وبين تصريحات برهان بسيّس يوم السبت في برنامج " لاباس " حيث أكّد وهو " العارف " بالأمورأن تونس باتت ملعبا مفتوحا ترتع فيه المخابرات الأجنبية بكل حرّية .... وهنا مربط الفرس والنقطة التي تثير خشية التونسيين وخوفهم خاصة إذا كان للبعض منهم ما يقول في الشأن السياسي التونسي أو الشأن السياسي  العربي أو الدولي .
جمال المالكي 

التعليقات

علِّق