بعد الفضيحة الكروية في ملعب المحمدية : سوابق تونسية في التلاعب بالمقابلات من أجل الرهان الرياضي
لا تزال مباراة السبت الماضي التي جمعت مستقبل المحمدية بالنجم الرادسي تثير الجدل ليس في الشارع الرياضي التونسي فقط بل في عديد الفضائيات ووسائل الاعلام الرياضية العالمية التي تناولت الخبر في نشراتها الإخبارية الرياضية واستوديوهاتها التلفزية ، بعد أن انتهت بالتعادل بنتيجة سبعة أهداف لمثله في المواجهة التي دارت في إطار الجولة قبل الأخيرة من المرحلة الأولى للرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم .
وانتهى زمن الشوط الأول من المباراة بتفوق الضيوف (1-2)، قبل أن تشتد الإثارة وتهتزّ الشباك مرةً تلو الأخرى في دقائق الشوط الثاني، حتى وصلت النتيجة إلى التعادل (7-7) بهدفٍ لنجم رادس في الدقيقة الـ94.
وبمجرد نهاية المباراة قررت الجامعة فتح تحقيق عاجل وإلغاء المصادقة على النتيجة إلى حين الانتهاء من التحقيقات ، بعد أن " فاحت " بعض الأخبار حول فرضية التلاعب بالنتيجة للكسب عبر الرهان الرياضي .
من جهتها أعلنت الهيئة التسييرية للمستقبل الرياضي بالقصرين، أنها بصدد إعداد ملف قانوني سيقدم للجامعة التونسية لكرة القدم، يحتوي تصريحات وشهادات حول ما أحاط من أحداث اعتبرتها لا رياضية بخصوص مقابلة المستقبل الرياضي بالمحمدية والنجم الرادسي، وفيه شبهات تلاعب بنتيجة المباراة من أجل إسقاط المستقبل الرياضي بالقصرين إلى الرابطة الثالثة.
واعتبرت الهيئة أن ما وقع في هذه المقابلة يرتقي إلى درجة الفضيحة الرياضية غير المسبوقة.
أما رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم فقد أكد بأن التحقيق الذي فتحته الجامعة لن يكون "ذرّا للرماد على العيون " بل سيكون جدّي وصارم ، خاصة وأن الأهداف التي تم تسجيلها مثيرة للاستغراب .
كما اعترف الجريئ خلال ظهوره في برنامج الأحد الرياضي بامكانية وجود تلاعب من قبل لاعبين من الفريقين لكسب أموال عبر الرهان الرياضي .
يذكر أن المباراة المذكورة تم غلق التراهن عليها مع منتصف نهار يوم السبت الموافق ل27 مارس 2021 ، أي قبل ساعتين من انطلاقها .
وفي تصريح للحصري أكد بعض المتراهنين أنهم رصدوا صبيحة السبت ارتفاعا غريبا لقيمة المرابيح على المباراة المذكورة وصلت إلى 40 ، أي ان المتراهن الذي يضع مثلا ألف أورو يتمكن من كسب 40 ألف أورو في صورة تكهنه بالنتيجة الصحيحة .
كما أن عملية معرفة الفائزين في الرهان صعبة ومعقدة جدا خصوصا وأن المباراة تم وضعها في أكثر من موقع للرهان الرياضي على غرار Bet365 و Betfair و BWIN وغيرهم فضلا عن أنه في صورة وجود تلاعب فقد يلجأ اللاعب إلى أشخاص من خارج تونس وليسوا من عائلته وذلك لابعاد الشبهات عنه ...
سوابق تونسية :
جدير بالذكر أن تونس تملك في السنوات الأخيرة سجلاّ أسود وسوابق متعددة في قضايا الرهان الرياضي ، حيث سبق أن كشفت وسائل إعلام فرنسية سنة 2014 عن تورط متراهنين تونسيين على مباريات اتحاد بن قردان وان التحقيقات الأولية أثبتت أن المرابيح تجاوزت 600 ألف دينار في ثلاث مباريات فقط كان الاتحاد الرياضي ببن قردان طرفا فيها وهي النجم الرياضي الساحلي ومستقبل قابس ونجم المتلوي وهي المقابلة انطلقت في أعقابها التحريات.
وتشير مصادر إلى أن القضية تورط فيها 7 تونسيين وأن كل الرهانات الخاصة بلقاء بن قردان جرت في مدينة نيس الفرنسية فيما ذهبت ذات المصادر لتؤكد أنه من بين المشتبه فيهم مقربون من رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء.
وفي سنة 2012 قضت محكمة فرنسية في قضية التلاعب بالنتائج ضمن البطولة الفرنسية لكرة اليد بالسجن ضد اللاعب الدولي التونسي عصام تاج لمدة 3 أشهر مع تأجيل التنفيذ وغرامة مالية ب20 ألف أورو.
كما حكمت المحكمة على اللاعب الفرنسي نيكولا كاراباتيتش لمدة ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ، إضافة إلى تغريمه بمبلغ قدره 30 ألف يورو وقد ثبتت المحكمة تورط كل من دراجان قاجيك و سامويل هنربيا و مايكل روبن وبرمز بروست وعوقبوا بنفس المدة السجنية.
وتعود هذه القضية إلى شهر ماي 2012 حين خسر نادي مونبيليه بطل فرنسا مباراة سهلة وفي متناوله أمام نادي سيسون سيفني وبالتحقيق في الأمر اكتشفت لجنة صيانة الرياضة الفرنسية أن هناك تلاعبا في هذه المباراة وبتكثيف التحقيقات تبين أن من بين الفائزين بمبالغ كبيرة جماهير بعض لاعبي نادي مونبيليه وأغلبهم نساء.
وبعد نهاية مباراة قمة فرنسا لكرة اليد التى أقيمت بعد أسبوع بين باريس سان جيرمان ومونبلييه اعتقلت الشرطة الفرنسية المتهمين في القضية وعلى رأسهم نجم كرة اليد العالمية والفرنسية نيكولا كراباتتيش وشقيقه وكذلك وسام حمام وبقية المتهمين لمواصلة التحقيق معهم.
أما الفريقين الفرنسيين شومبيري و مونبيلي فقد قاما سنة 2018 بفسخ عقدي لاعبي المنتخب التونسي أمين بالنور و أيمن التومي بسبب لعبهما لمسابقات الرهان الرياضي.
ش.ش
التعليقات
علِّق