بعد الخروج المرّ من " مونديال " كرة اليد : المعلّق المصري تفطّن إلى " خنّار " دفاعنا ومدرّبنا " نائم في العسل "

بعد الخروج المرّ من " مونديال " كرة اليد : المعلّق المصري تفطّن إلى " خنّار " دفاعنا  ومدرّبنا " نائم في العسل "

انتهى الحلم مثلما نعرف وبقينا نجترّ مرارة خيبة جديدة من خيبات رياضتنا وهذه المرة على أيدي منتخب كرة اليد الذي طالما أدخل الفرحة إلى بيوتنا وطالما كانت له صولات وجولات مع أعتى منتخبات العالم .

 وعلى عكس ما قيل عن مجموعة منتخبنا وعن " استحالة " عبورنا إلى الدور الثاني فقد أكدت مجريات المقابلات الثلاث التي خاضها منتخبنا ضد كل من بولونيا والبرازيل وكذلك إسبانيا أن الترشّح كان ممكنا وأن هذه المنتخبات لم تنتصر علينا ولم تهزمنا بل  منتخبنا هو الذي هزم نفسه بنفسه ولم يهزمه أحد .

وبقطع النظر عن مقابلتينا مع بولونيا والبرازيل حيث عجزنا عن التفوّق في وقت كان فيه ذلك ممكنا ولا فائدة من الرجوع إلى تفاصيل هذين اللقاءين فإن ما أثار الإنتباه في لقاء الأمس ضدّ منتخب إسبانيا أن المعلّق المصري الذي تولّى وصف المباراة قد بحّ صوته خلال حوالي 40 دقيقة ( وتحديدا منذ أن أخذ الإسبان الأسبقية لفائدتهم أوّل مرة ) وهو ينبّه ويقول إن على عناصرنا أن تنتبه إلى خطورة اللاعب " فلان " وإن عليها أن تغيّر تركيبة الدفاع لغلق " الشارع " المفتوح على الجهة اليمنى من خلال وضع مدافعين بارعين في الدفاع لمنع تسرّب الإسبانيين الذين تأكّد لدينا جميعا أنهم سجّلوا 90 بالمائة من أهدافهم على الأقل من الجهة اليمنى لدفاعنا.

وللأسف الشديد ظلّ المعلّق ( وكان واضحا أنه يفهم كثيرا لعبة كرة اليد ويفهم كافة أسرارها ) يغرّد وحده وفي المقابل ظلّ مدرّبنا  الوطني سامي السعيدي نائما في العسل ولم يتفطّن إلى تلك الثغرة حتّى نهاية اللقاء . وطبعا يجرّنا هذا إلى التساؤل بكل جديّة : هل إن السعيدي هو المدرّب المناسب لمنتخبنا في الوقت الراهن؟. بكل صراحة ليس المدرب المناسب . فالتدريب ليس " تاريخا " مرصّعا بالألقاب مع فريق معيّن وعددا من السنوات أمضاها المدرّب في العمل بل هو شخصيّة قبل كل شيء. أقول هذا ليس استنقاصا من قيمة المدرب السعيدي بل لأني لاحظت أنه لا يتحكّم في مجموعته بالشكل المطلوب أي ليس مثلما كان يفعل المدرّبون الأجانب الذين مرّوا بمنتخبنا. ولعلّ أكبر دليل على ما أقول " لعب الحوم " الذي ميّز عناصرنا ضدّ إسبانيا خاصة في الشوط الثاني حيث لاحظنا أن كل واحد كان يلعب " لحسابه الخاص " وليس لحساب المجموعة في ظلّ صمت رهيب من المدرّب الذي لم يفعل أي شيء من أجل إرجاع لاعبيه إلى الجادة والكفّ عن لعب الهواة الذي أخرجهم من الدور الأول من هذا " المونديال".

إن ما يحزّ في النفس أن لنا مجموعة ممتازة من اللاعبين لكن بدا أنه ينقصهم الكثير من الإحاطة والتأطير. ولو توفّرت لهم بعض التفاصيل فقط لكانوا الآن في الدور المقبل بعد الفوز على كافة المنتخبات التي لعبنا ضدّها.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق