بعد التثبّت من الشريط كاملا : هذه حقيقة صورة الرجل الذي ظهر البارحة في " وضع غريب " في التلفزة الوطنية

بعد التثبّت من الشريط كاملا  :  هذه حقيقة  صورة  الرجل الذي  ظهر البارحة في " وضع غريب " في  التلفزة الوطنية


تناولت وسائل التواصل الاجتماعي منذ ليلة البارحة وتحديدا بعد  أخبار الثامنة مساء على القناة  الوطنية الأولى  " لقطة " ذلك الرجل الذي كان يقف وراء امرأة مستجوبة  وقد بدا وهو  " في حالة تبوّل " في قلب العاصمة وبالتحديد في شارع بورقيبة .
وبعد أن تعددت التعاليق وتنوعت واختلفت أصدرت إدارة التلفزة اليوم بيانا وضّحت فيه حقيقة الأمر ونشرت الشريط المذكور كاملا فتبيّن أن الرجل عامل بلدي كان يمرر حبلا حول شجرة  استعدادا للاحتفال بذكرى ثورة 14  جانفي 2001 .
ورغم هذا التوضيح فإن الكثير من الناس عابوا على التلفزة وعلى المشرفين على شريط الأنباء تحديدا أنهم تركوا اللقطة تمرّ دون التصرّف فيها وبالتالي لم يتوقّعوا ردود فعل الناس عليهم لأن ما تم بثّه كان يوحي للوهلة الأولى بأن الرجل كان  بالفعل " يتبوّل " في الشارع وأمام مرأى الجميع . فقد كان على المشرفين على ما تم بثه في شريط الأنباء أن ينتبهوا إلى  " كافة التأويلات " التي دعا البيان إلى " عدم  الانسياق وراءها " تفاديا  لأي تأويل أو تفسير أو أي اتهام بالتخاذل وبعدم المهنية والتقصير.
وفي السياق ذاته ذهب البعض  ممّن غابت عنهم الحقيقة إلى اعتبار أن المشرفين على شريط الأنباء " قد يكونون تعمّدوا بث اللقطة حتّى يثار حولها كل هذا الجدل ... وعسى أن يعود الحديث عن التلفزة الوطنية التي فقدت الكثير من شعبيتها حتى أمام قنوات  الدعارة  والجهل والتجهيل .".
ورغم  كل شيء فإن الثابت أن خطأ وقع ولا يتعلّق من الناحية الفنيّة أو التقنيّة لا " بالمونتاج " ولا  بقلّة الانتباه قبل البث بل يعود أساسا إلى عدم الانتباه عند التصوير وتحديدا عند " الكادراج "  إذ كان على مرافقي الصحافي أو الصحافية في عملية الاستجواب الانتباه إلى كل ما يمكن أن تطاله الكاميرا  فيعملوا عل  تجنّبه .
ولعلّ ما لم ينتبه له عامة الناس أن الحملة التي شنّت على التلفزة الوطنية شاركت فيها صفحات  " Sponsorisées "  لا يمكن أن تكون غاياتها بريئة بل تعمّدت الهجوم على التلفزة الوطنية  لغايات باتت لا تخفى على أحد  ولم يعد يخفى أيضا على أحد المرض النفسي الذي يحرّك أصحاب هذه الصفحات ... بقطع النظر عن الأخطاء التي ترتكبها التلفزة من حين لآخر ... وبقطع النظر أيضا إلى النقد الذي طالما وجّهناه لها  لكن من منطلق النقد الرامي إلى الإصلاح وليس النقد الذي يرمي إلى التهديم .
جمال - المالكي  

التعليقات

علِّق