بعد اقصائه "نصف السياسيين المؤثرين " من الحضور لقصر المؤتمرات : هل أطلق السبسي رصاصة الرحمة على الوحدة الوطنية ؟

بعد اقصائه "نصف السياسيين المؤثرين " من الحضور لقصر المؤتمرات : هل أطلق السبسي رصاصة الرحمة على الوحدة الوطنية ؟

 

شدّ خطاب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يوم امس الاربعاء بقصر المؤتمرات بالعاصمة  أنظار الملايين من التونسيين داخل وخارج الوطن ، الى جانب مختلف الاطياف السياسية التي كانت تنتظر ما سيفرزه الخطاب من قرارات ومبادرات قد تساهم الى حد ما في تقليص الاحتجاجات الاجتماعية والعجز الاقتصادي وتقريب وجهات النظر حول قانون المصالحة وعديد المسائل السياسية الاخرى .
لكن رئيس الجمهورية فاجأ المتابعين للشان السياسي بتوجيه دعوات لعديد الوجوه والشخصيات التي لم تساهم في الانتقال الديمقراطي او كتابة " حرفا واحدا " من دستور ما بعد الثورة ، من بينها شخصيات  ملتحقة حديثا بنداء تونس على غرار المحامي منير بن صالحة او رجل الاعمال سفيان بالنصر والمرشح السابق للرئاسة سمير العبدلي مقابل اقصاء عديد الوجوه السياسية المعروفة والتي ساهمت بشكل فعّال في الانتقال الديمقراطي او تولي مناصب سياسية هامة في الماضي القريب على غرار رئيس الجمهورية السابق منصف المرزوقي ورئيس الحكومة الاسبق مهدي جمعة ورئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي والنائبة سامية عبو والقيادي بجبهة الانقاذ رضا بالحاج  وزعيم تيار المحبة الهاشمي الحامدي وغيرهم من الشخصيات الاخرى البارزة .
البعض اعتبر ان السبسي أو مستشاريه  أطلقوا " رصاصة " الرحمة على الوحدة الوطنية بعد إقصائهم شخصيات سياسية كانت ولازالت تحضى بمساندة  على الاقل من " نصف الشعبي " التونسي " ، وهو ما يتناقض مع محتوى خطاب السبسي الذي دعا فيه الى الوحدة والجلوس على مائدة الحوار وعدم الاقصاء . البعض الاخر يرى أن المرزوقي هو " رئيس سابق " لتونس ومازال يملك الالاف من المناصرين ، مثلما هو الحال لمهدي جمعة رئيس الحكومة الاسبق  الذي مازال من الشخصيات الفاعلة في الساحة السياسية ، وهو نفس الشيئ ينطبق على سليم الرياحي رئيس الاتحاد الوطني الحر وصاحب ثالث كتلة نيابية في البرلمان و"مهندس لقاء باريس التاريخي " بين الشيخين ، كما ان سامية عبو تحتل صدارة ترتيب الشخصيات السياسية التي يثق فيها التونسيين ، اما الهاشمي الحامدي فسيكتب له التاريخ انه كان يملك ثاني كتلة نيابية في برلمان ما بعد الثورة وساهم بشكل كبير في كتابة الدستور وبالتالي من الجحود والخطأ اقصاء كل تلك الشخصيات السياسية المؤثرة عن اجتماع وخطاب سياسي لرئيس الجمهورية  يتحدث عن الوحدة الوطنية .
الغريب في الامر أيضا ان رئيس الجمهورية لم يكتف فقط باقصائهم بل لمّح " عنهم "  في خطابه دون تسميتهم متناسيا دوره كرئيس لكل التونسيين وليس كزعيم لحزب حاكم يبحث عن تصفية حساباته مع خصومه السياسيين وهو ما يستوجب منه ان يراجع نفسه في اقرب الاجال  .

ش.ش

التعليقات

علِّق