بإجماع أغلب النقّاد وقدماء الإعلام الرياضي في تونس ، فإن دربي العاصمة الذي جمع الترجي والافريقي يوم أمس الأحد بملعب رادس يعتبر من أكثر المواجهات التي طغت عليها الروح الرياضية فوق الميدان بين اللاعبين ، ومن المرّات النادرة التي تم فيها تبادل الأقمصة بين اللاعبين عقب نهاية المباراة التي انتهت بفوز أبناء باب سويقة بهدفين لهدف .. وهي لقطة مضيئة  لم يقم بها أي لاعب سواء من الافريقي أو الترجي منذ سبعينات القرن الماضي .
غير ان دربي الأمس لم يخلو من بعض النشاز والتصرفات اللامسؤولة ، على غرار اللقطة اللاأخلاقية للاعب الترجي ايهاب المباركي وتهشيم حافلة الافريقي وخاصة حادثة اعتداء مدرب الترجي معين الشعباني على وسام يحي  قائد فريق الافريقي ، حيث غادر الشعباني مكانه المخصّص حول بنك البدلاء وقام بتوجيه صفعة ليحي أمام مرآى مساعد الحكم  وهو ما جعل معلق قناة «الكأس» يوجه له لوما قاسيا  معتبرا أن مثل هذا التصرف المخجل لا يليق بمدرب في حجم الترجي ، سيما وأن وسام يحي معروف بأخلاقه العالية وروحه الرياضية بدليل أنه قام بتغيير قميصه مع لاعب من الترجي عقب نهاية الدربي .
ورغم مرور ساعات على " تخميرة " الشعباني الا أنه إلى حدّ هذه اللحظة  لم يكلّف نفسه عناء التدخل في أي برنامج إذاعي أو تلفزي لتقديم اعتذاره لقائد الافريقي وهو ما زاد في تأجيج غضب جماهير الافريقي التي اعتبرت أن الاعتداء على " الغولدون بوي " هو اعتداء عليهم جميعا .
وأمام التصرّف المخجل للشعباني باتت الرابطة مطالبة بتسليط عقوبة على مدرب الترجي   وتطبيق القانون عليه ، لعلّه يتوب إلى رشده ويكون عبرة لكل مدرب تسوّل له نفسه الاعتداء على أي لاعب أو افساد مباراة .

فالشعباني يبقى من أفضل المدربين ليس في تونس فقط بل في افريقيا بدليل  "ترسانة " التتويجات التي تحصّل عليها منذ صعوده لتدريب " المكشّخة " وتحقيقه ارقاما قياسية غير مسبوقة ولا أحد يشكك في كفاءته التدريبية ، غير أن كل ذلك لا يمكّنه من حصانة أمام القانون .

فهل ستطبّق رابطة كرة القدم القانون أم أن الشعباني " فوق راسو ريشة " ؟