بعد أن " منع " أزياء الفرق في لقاء المنتخب : قرار والي بن عروس ليس للسخرية بل هو صواب لهذه الأسباب

بعد أن " منع " أزياء الفرق في لقاء المنتخب : قرار والي بن عروس ليس للسخرية  بل هو صواب  لهذه الأسباب

ما زال تصريح والي بن عروس بخصوص اللقاء المنتظر بين منتخبنا الوطني لكرة القدم ومنتخب مالي يوم 29 مارس الجاري بملعب المرحوم حمادي العقربي برادس يثير جدلا واسعا وكبيرا على منصات التواصل الاجتماعي بين أقليّة ترى أنه رأي صواب لأسباب سنأتي على بعضها وأغلبيّة اتخذت من هذا التصريح " خدمة " تتسلّى بها وتتندّر وتختلق الكثير من الروايات .

وفي الحقيقة فقد كتبنا عن هذا الموضوع مرارا عديدة وقلنا إن " جمهور " المنتخب التونسي وهو في الحقيقة مجموعة جماهير فرق كان ولا يزال ظاهرة حيّرت العالم أجمع بما أننا لا نجد في العالم كلّه منتخبا واحدا يلعب أمام ألوان مختلفة تسانده على المدارج إلا في تونس أو عندما يكون المنتخب التونسي طرفا في لقاء يدور في مكان ما ... وقد رأينا ذلك بالخصوص في قطر بمناسبة البطولة العربية .

صحيح أنه إذا دقّقنا في الأمر سنجد أن الجماهير التي تتحوّل إلى الملعب لمساندة المنتخب وهي ترتدي أزياء فرقها هي في النهاية تحاول أن تثبت أنها وراء لاعبي فرقها الموجودين في المنتخب من خلال تلك الأزياء ... وهو في النهاية تشجيع للمنتخب . لكن إذا نظرنا إلى المسألة من زاوية أخرى سنجد أن اختلاف الألوان قد يخلق مشاكل عوض توحيد الصفوف وراء المنتخب.

وبعيدا عن الدفاع عن والي بن عروس أو عن قراره نرى أن ما ذهب إليه هو عين الصواب لأنه يرمي في النهاية إلى توحيد الراية وراء المنتخب الوطني . ويبدو أن الإشكال في هذا القرار هو في صياغته أو التعبير عنه . فقد كان على الوالي أو من يتولّى العملية الاتصالية للولاية أن يطلب من الناس أن يرتدوا زيّ المنتخب عن قناعة تامة وأن يقول لهم إن طلبه لا يأتي من باب الإلزام بل من باب الأمر المحبّذ الذي يلتقي حوله التونسيون .

ويبدو أن الوالي قد بلغته أصداء قراره فجاء هذا البلاغ منذ لحظات لعلّه يصلح ما أفسدته الكلمات علما بأنني كتبت هذا المقال قبل لحظات من صدور بلاغ الولاية.

 وفي كافة الأحوال يستحسن أن يرتدي كافة أحباء المنتخب التونسي أزياء المنتخب في لقاء مالي وأن يوحّدوا كلماتهم وهتافاتهم وتشجيعاتهم  عسى أن يكون قوة دفع توصل منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم بقطر.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق