بطولة العالم لكرة القدم : منتخبنا هزم نفسه بنفسه بطريقة غبيّة ولم يهزمه أحد

بطولة العالم لكرة القدم : منتخبنا هزم نفسه بنفسه  بطريقة غبيّة ولم يهزمه أحد


تابعنا مساء أمس اللقاء الأول لمنتخبنا الوطني لكرة اليد الذي جمعه بالمنتخب النرويجي في إطار  بطولة العالم التي تدور وقائعها بين ألمانيا والدنمارك .
وبكل تأكيد فقد كان الفارق الذي انتهى عليه اللقاء ( 34 - 24 )  مخجلا  ولا  يدلّ على أن منتخب النرويج كان غولا على الميدان أو أنه أقوى منّا كثيرا . وحسب ما رأينا وما لاحظنا فقد أضعنا  وبمحض إرادتنا انتصارا كان في المتناول ضدّ منتحب لم يكن لا أقوى ولا أفضل من منتخبنا . فقط هي تفاصيل صغيرة  جعلتنا لا ننتصر بل نفرّط في الانتصار بغباء كبير . وأوّل التفاصيل أننا ما زلنا ( وربما نظلّ إلى يوم يبعثون ) تحت طائلة أو مركّب النقص واستصغار النفس باعتبار أن  مسؤولي جامعة كرة اليد والمدرب زرعوا في اللاعبين أن المنتخب النرويجي  " غول " لا يسق له  غبار وأن أحسن نتيجة قد نحققها معه هي أن نخرج من اللقاء بأخف الأضرار . وقد انعكس  هذا " الترهيب " على اللاعبين الذين بدا عليهم الخوف والارتباك والتسرّع إلى درجة أنهم فقدوا السيطرة على مجريات اللعب وأضاعوا ما لا يقلّ عن 12 هدفا بدت محققة  وقبلوا في المقابل أهدافا لا يقبلها صنف الأداني .
وبطبيعة الحال عندما نضيّع الفرص السهلة تنقلب علينا الأدوار . فكم مرّة كنّا قادرين على تقليص الفارق إلى هدفين ومن ثمّة نقترب من التعادل فالعمل على الفوز فإذا بالأمور تنقلب علينا بسرعة فيصبح الفارق 4 أهداف ... ثم نستسلم للقدر ... حتى نجد أنفسنا في النهاية مهزومين بفارق 10 أهداف كاملة .
وبكل تأكيد سنظل على هذه الحال طالما أننا لا نعمل على تغيير العقليات . فمنتخبنا ورغم غياب أحد أهم عناصره  وهو أمين بنّور الذي كان باستطاعته مدّ يد المساعدة  ليس منتخبا سيّئا أو ضعيفا بل العكس هو الصحيح لأنه منتخب قادر على هزم أي منتخب في العالم لو توفرت له بعض الشروط وأوّلها الإيمان بأننا على الميدان سنلعب 7 ضدّ 7 وليس 7 ضد 70 ... والانضباط  التكتيكي الذي يصنع الفارق في مثل هذه المناسبات وقد رأينا على سبيل المثال كيف كان المنتخب النرويجي يعود إلى مناطقه بسرعة أكبر من سرعة الصوت كلّما سجّل هدفا أو كلّما خسر الكرة على عكس لاعبينا الذين تصيبهم " دوخة " في مثل هذه الحالات كثيرا ما استغلها النرويجيون فسجّلوا أهدافا يمكن تفاديها بسهولة .
وباختصار شديد لقد حزّت الهزيمة في أنفسنا كثيرا لأننا مقتنعون بأن المنتخب النرويجي لم يكن أقوى وأفضل منّا  ومقتنعون بأننا هزمنا أنفسنا بأنفسنا ولم يهزمنا  أحد .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق