برامج الرئاسية ومقاطع الفيديو المفبركة... أخطاء بريئة أو انحياز غير مهني ؟

برامج الرئاسية ومقاطع الفيديو المفبركة... أخطاء بريئة أو انحياز غير مهني ؟


انطلقت منذ أيام حملات المترشحين للإنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها وفق قوانين وظوابط وضعتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري لتوفير حظوظ متساوية بين جميع المترشحين كما هو معمول به في الديمقراطيات العريقة .
ورغم كل تلك التوصيات بضرورة احترام أخلاقيات المهنة الصحفية في التعامل مع العرس الانتخابي والتهديد بمحاسبة المخالفين إلا أن بعض وسائل الإعلام وبعض الإعلاميين اختاروا - للأسف - السباحة عكس التيار من خلال الوقوع في أخطاء بدائية سواء بتلقائية أو عن جهل - وهذه مصيبة كبرى - مما جعلهم محل سخرية لدى رواد مواقع التواصل الإجتماعي .

فعلاوة على الأخطاء المهنية الكبيرة التي ترتكبها يوميا قناة نسمة من سموم في بلاتوهاتها عبر تلميع صاحبها " نبيل القروي " وسبّ منافسيه السياسيين مما جعل " الهايكا " تصنّف القناة في المرتبة الأولى في الأخطاء ، فقد شدّ أيضا برنامج " ساكن قرطاج " الإنتباه لكن ليس بمصداقيته بل بسقوطه في أخطاء بدائية جدا إلى درجة الفبركة .
البداية كانت عندما نزل المترشح للرئاسية عبد الفتاح مورو يوم الخميس الماضي ضيفا على البرنامج المذكور ، لبتفاجأ بتمرير فيديو مفبرك من قبل " الكرونيكوز " سندة طاجين تظهره في صورة الشخص المتطرف الذي يتبنى الأفكار الظلامية ويحرّض على مدنية الدولة .
مورو رد بقوة مؤكدا أن المقطع مفبرك وتعهد بالانسحاب من سباق الرئاسية لو يقع إثبات صحة المحتوى مؤكدا أن قوله كان في إطار الاستشهاد بمواقف متشددة لدحضها فيما بعد بالحجة.
فبركة هذا الفيديو لعبد الفتاح مورو أعادت إلى الأذهان حادثة مشابهة سنة 2015 تعلقت بفبركة الفيديو الشهير للرئيس الأسبق محمد المتصف المرزوقي من طرف برنامج " اليوم الثامن" الذي يقدّمه حمزة البلومي على قناة الحوار التونسي، وتسبب الفيديو في إيقاف بث البرنامج بقرار من “الهايكا" لمدة أسبوع، ورفع قضية من قبل المرزوقي.
فيديو عبد الفتاح مورو ليس الوحيد الذي أثار الجدل في برنامج "ساكن قرطاج" فظهور أحد الفلاحين موجها سؤالا للمترشح للرئاسية يوسف الشاهد لم يمر مرور الكرام إذ أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشروا أكثر من صورة لهذا الفلاح مع الشاهد ودخلوا في موجة من السخرية مثيرين شكوكا حول حيادية مقدم البرنامج بوبكر بن عكاشة متهمين إياه بتلميع صورة ضيفه.

فهل يفتقد معدو البرامج إلى المهنية ما يجعلهم يقعون في الخطأ رغم أن عملية التقصي عن حقيقة الفيديو يسيرة؟ أم أن الفبركة عملية مقصودة وتندرج في السياق الانتخابي لخدمة طرف على حساب آخر؟ ويبقى
كل ما نأمله أن تنتهي الحملة الإنتخابية بأقل الأخطاء وبعيدة عن حملات التشويه وتصفية الحسابات .. لعل التونسي يختار بكل حرية الشخص الأنسب والأصلح لخلافة " البجبوج " .

أمل الداود

التعليقات

علِّق