نقلاً عن مصادر استخباراتية وعسكرية إسرائيلية، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن جهاز "الموساد" الإسرائيلي نفّذ على مدى الأشهر الأخيرة ما وصفها المصدر بـ "عملية سرية معقدة" داخل الأراضي الإيرانية أدت إلى تهريب ذخائر وقطع غيار لطائرات مسيّرة، ومعدات دقيقة التوجيه تم تمريرها عبر حقائب سفر وحاويات شحن وشاحنات، تحضيراً للهجوم الذي بدأت القوات الإسرائيلية بتنفيذه يوم الجمعة.

عُرضت صورٌ لجنرالات عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي في 13 جوان  فوق طريق، بينما تصاعد عمودٌ كثيف من الدخان من مصفاة نفط جنوب طهران، بعد استهدافها في غارة إسرائيلية ليلية، في 15 جوان.

استغرق التحضير للعملية بضع سنوات بحسب التقديرات، واستخدمت التجارة كغطاء لتهريب الذخائر والمعدات إلى داخل إيران، تمت على الأغلب دون علم الشركات التي نُقلت عبرها الشحنات.

كما تم إنشاء قاعدة سرية للطائرات المسيّرة قرب العاصمة الإيرانية طهران، وأعيدت فرق من الكوماندوز التابعة للموساد الإسرائيلي إلى داخل إيران بعد تلقيهم تدريبات غي دول ثالثة، ليتمركزوا بعد ذلك في مواقع استراتيجية قبل البدء بتنفيذ الهجمات، فور انطلاق الضربات الجوية يوم الجمعة الماضي.

وتمكنت فرق صغيرة من عملاء الموساد، متمركزة قرب مواقع استراتيجية داخل إيران، من تنفيذ عمليات دقيقة، أسفرت عن تدمير عدد من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات.

وتؤكد المصادر على أن الموساد "استغل نقطة ضعف لوجيستية في الترسانة الإيرانية"، إذ أن عدد منصات إطلاق الصواريخ أكبر بكثير من وسائل نقلها، حيث شنت فرق الموساد ضربات دقيقة استهدفت هذه المنصات أثناء نقلها على الشاحنات، أو خلال إعدادها للإطلاق.

ووصفت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي "إيفي ديفرين" العملية ضد المنشآت التي طالت كبار القادة الإيرانيين على أنها : " أعمق عملية ننفذها داخل إيران.."، وأضافت بالقول "لقد خلقنا مساحة جوية حرة للتحرك"، وفقاً لتصريحات أدلت بها للصحيفة الأمريكية.

ووثقت الحكومة الإسرائيلية لحظات من تنفيذ العملية داخل إيران، يظهر خلالها انتشار أنظمة هجومية يقال أنها ساهمت في "تقليص فعالية الرد الإيراني".

ونشرت أجزاء من المقاطع التي نسبت للحكومة الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي، بينما لم يتم التحقق بشكل مستقل من توقيت أو مكان تسجيل مقاطع الفيديو، تقول الصحيفة.

ووفقاً للمصادر، نُقلت هذه المعدات إلى إيران عبر البر والبحر، بطرق مشابهة لتلك التي استخدمت مسبقاً في عملية سرية إلى أوكرانيا. حيث أطلقت فرق عملاء طائرات مسيّرة من شاحنات باتجاه أهداف روسية.

المصدر: مونتي كارلو