المنتدى الإقليمي الأول حول تدريس العلوم في المنظومات التربوية العربية

المنتدى الإقليمي الأول حول تدريس العلوم في المنظومات التربوية العربية

 

في إطار دعم المجهودات التي تبذلها الدول العربية والمساهمة في النهوض بتدريس العلوم الدقيقة في المنظومات التربوية العربية، وتحت سامي إشراف وزير التربية التونسية السيد ناجي جلول ينظم المركز الدولي للتكوين التربوي (باريس) وبالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) والمعهد العالي للتربية والتكوين المستمر (تونس) وبالتعاون مع جامعة بورغونيا بفرنسا المنتدى الأول لتدريس العلوم في المنظومات التربوية العربية أيام 13 - 15 جويلية 2016.
تؤكّد العديد من الدراسات والبحوث الحديثة تدني اهتمام طلاب التعليم الثانوي في الدول العربية بالعلوم الدقيقة (فيزياء، كيمياء، علوم الأحياء، علوم الأرض والفلك والرياضيات)، وتراجع مشاركاتهم في الأنشطة العلمية المختلفة.
وإذا كان هذا التدني يلاحظ في كثير من الدول، فهو أشد خطورة في العالم العربي. فتقارير التنمية البشرية العربية التي تصدر عن الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، والدراسات والبحوث والتقارير الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ما انفكّت تشير إلى هذه الظاهرة وتنبه من حدة انخفاض نسبة الطلاب الملتحقين بالتخصصّات العلمية في مؤسسات التعليم العالي في الدول العربية، مقارنة بالمتوسطّ العالمي. وبالرغم من الدعوات المتكررة داخل البلدان العربية إلى الرفع من عدد الخبراء والباحثين لتمكين بلدانهم من منافسة الاقتصاديات الأخرى لتصبح كيانات معرفية أكثر منافسة وديناميكية في العالم، فإن هذا العجز الفادح في المتخصصين في العلوم الدقيقة لم يتفاد بعد وستكون له، على الأمدين المتوسط والبعيد، انعكاسات سلبية على قدرة البلدان العربية على الابتكار في الصناعة والبحوث، اللذين يمثلان مجالين حيويين في التنمية الاقتصادية والعلمية . فهذا الوضع هو سبب تدني النمو والقدرة التنافسية للاقتصاديات العربية وما يتبعه على مستوى التنمية الاجتماعية.
وأسباب تراجع اهتمام الطلاب بالعلوم الصحيحة كثيرة ومعقدة. لكن هناك أدلة واضحة تشير إلى أن العامل الرئيسي لهذا التراجع يرتبط ارتباطا وثيقا بأساليب تدريس العلوم والتي أثبتت عدم نجاعتها مما يستوجب وضع منهجية جديدة لزيادة الاهتمام بالعلوم والخيارات العلمية لدى الطلاب خاصة في مراحل التعليم الثانوي من خلال مقاربة تدريس العلوم استنادا إلى التحقيق والاستقصاء.
فالمقاربة التقليدية في تدريس العلوم تركّز على الجانب المتعلق بـ "ما نعلم" من المعارف والعلوم، في حين تهتم مقاربة التحقيق والاستقصاء بالجانب المتعلق باستكشاف العلوم أي "كيف نعلم / نتعلم". فهذه الأخيرة تساعد إذا على فهم الظواهر والنواميس العلمية وطبيعة العلم ذاته. وقد أكدت بعض الدراسات الحديثة في علوم التربية على فعالية هذه المقاربة وعلى مدى رواجها في بعض الأنظمة والمؤسـسات التربوية التي انتهجتها بفضل ارتباطها الوثيق بالحياة اليومية للطلاب واندراجها في سياق حقيقي وملموس يعيشه الطالب.
ولذلك يهدف المنتدى الإقليمي المزمع عقده في تونس أيام 13-14-15 جويلية 2016 بنزل روايال حمامات في تونس، والذي ينظمه المركز الدولي للتكوين التربوي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمعهد العالي للتربية والتكوين المستمر، إلى إثراء النقاش وذلك باستضافة مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين في مجال علوم التربية وطرق التدريس، للنظر في القضايا المتعلقة بالإصلاح البيداغوجي في مجال تدريس العلوم في المنظومات التربوية العربية وآفاقه ورهاناته العلمية وانعكاساته على التنمية. كما سيدرس المنتدى بعض التجارب الرائدة للاستفادة منها واستخلاص أحسن الممارسات التعليمية بهدف نشرها في المدارس العربية.

 

التعليقات

علِّق