المنتخب الوطني : " ماكينة " المصالح الخاصة تعمل على إبعاد معزّ حسن وتثبيت البلبولي حارسا أساسيا

قبل بضعة أيام فقط من أول لقاء لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في " مونديال " روسيا انطلقت " ماكينة " إعلامية و " فايسبوكية " في العمل من أجل هدف واحد وهو " إبعاد " الحارس معز حسن كحارس أوّل و " فرض " الحارس أيمن المثلوثي حارسا أساسيا . ويتعلّل أصحاب هذه العبقرية التي استيقظت فجأة بأن معز حسن لا يحسن تسيير دفاعه مثلما يفعل الحراس الكبار ومنهم البلبولي وليست له الخبرة الكافية ليكون الحارس الأول في أكبر تظاهرة رياضية يعيشها العالم مرة كل أربع سنوات .
وفي حقيقة الأمر لم تنطلق هذه " الماكينة " هكذا لله وفي سبيل الله . ومن هنا يجب أن نتحدث بكل صدق عن كل ما يجري في كواليس منتخبنا الوطني . ولئن يعرف القاضي والداني أن أيمن البلبولي واحد من أحسن الحراس في تونس لكن ندرك جميعا كذلك أنه يمرّ منذ فترة بأسوأ فترات حياته الرياضية فينزل مستواه بشكل رهيب ممّا جعله " يهرب " إلى السعودية اتقاء لأي مشكل قد يعترضه جراء ذلك الوضع الجديد .
ومع ذلك كلّه لا يجب أن يغيب عن أذهاننا أن أخطاء البلبولي الساذجة أحيانا كانت وراء إقصائنا في أكثر من تظاهرة دولية وفي أكثر من مناسبة . ومنذ تلك الفترة خرج أيمن تقريبا من حسابات المدرب نبيل معلول الذي صرف عنه النظر بنسبة كبيرة وبحث عن بديل له في قيمته أو أكثر حتى وجد الحارس معز حسن . وبما أنه كان خارج اهتمامات معلول فلم يكن أمر سفره مع المنتخب إلى روسيا مطروحا أصلا . لكن عندما خدمت " الماكينة " وتم ربط الخيوط اتضح أن أقل ما يمكن أن يقدّمه وديع الجريء لهذا الحارس ( المحسوب عليه ) هو سفرة مع المنتخب في شكل مرافق وهي بذلك نوع من التكريم لهذا الحارس الذي لن تكون له فرصة المشاركة في نهائيات أخرى من كأس العالم .
ويبدو أن الحسابات تغيرت بعد ذلك فتم إلحاق البلبولي بقائمة حراس المنتخب ( 4 قبل تحديد القائمة النهائية ) ... وتم بعد ذلك إبعاد معز بن شريفية ليصبح البلبولي تبعا لذلك ضمن قائمة الحراس الثلاثة للمنتخب وتخلّص من حكاية " المرافق " التي كانت مطروحة في البداية .
ولم تقف الأمور عند هذا الحدّ إذ عملت " الماكينة " على نقل البلبولي من حارس خارج الحسابات منذ مدّة إلى حارس أوّل للمنتخب . ويبدو أن مشاركته في لقاء منتخبنا الودّي ضد إسبانيا كان في هذا الإطار.
وتحاول أطراف هذه الماكينة " إقناع نبيل معلول بأن كأس العالم تمثّل آخر فرصة بالنسبة إلى البلبولي بينما ما زال متّع من الوقت أمام معز حسن ... وأن الأول يتمتّع بالخبرة الكبيرة التي يمكن أن تنفع في مثل هذه المناسبات بينما لا يحمل الثاني في رصيده أكثر من لقاءين ودّيين مع المنتخب .
وفي كافة الأحوال يجب على المدرب الوطني أن لا يخضع إلى هذه الحسابات التي لا نظن أن أصحابها راعوا من خلالها مصلحة المنتخب التي تقتضي أن يعوّل المدرب على اللاعبين الأكثر جاهزيّة واستعدادا بالإضافة إلى أن العالم كلّه ( بمن في ذلك محللون ورياضيون قدامى على قنوات أجنبية ) يكاد يجمع على أن ما كان ينقص المنتخب التونسي منذ بضع سنوات حارس في مستوى معزّ حسن .
وعلى هذا الأساس سنرى يوم الاثنين القادم ( اللقاء الأول ضد أنقلترا ) إن كانت حسابات المنطق والمصلحة العليا للمنتخب ستتغلّب أم ستعود الكلمة إلى " ماكينة " المصالح التي لا يهمّها منتخب ولا هم يحزنون .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق