يرى العديد من الملاحظين أن  المناظرات التلفزية بين مجموعات المترشحين للانتخابات الرئاسية  تدور في أجواء عادية بقطع النظر عن المحتوى وعن الأسئلة وما كان التونسيون ينتظرون من هذه المناظرات من " مشادات " وحماس بين " المتبارين " . وبقطع النظر عن كل هذا يبدو أن تونس  قد وضعت " سقفا عاليا " جدّا في ما يتعلّق بالبناء الديمقراطي  وقد يكون ذلك محرجا للعديد من البلدان العربية  والإفريقية التي  ما زالت بعيدة كل البعد  عمّا بلغته تونس في هذا المجال رغم بعض التعثّر وبعض النقاط السلبية .
وقد  أعطت هذه المناظرات إشارة الانطلاق لمسار أو حدث خارق في  تاريخ الانتقال الديمقراطي في تونس وهو حدث المناظرات السياسية التلفزية مع ما مثّله ذلك من " نجاح " بالنسبة إلى بعض المترشحين "  وكابوس " بالنسبة إلى البعض الآخر .
وعلى هذا الأساس يبدو أن تونس دخلت أو انضمّت إلى " النادي المغلق " للديمقراطيات التي توجّه فيها هذه المناظرات الرأي العام ونوايا التصويت لدى الناخبين .