"المستشار الخاص للقذافي يرد على ساركوزي:" بلى ليبيا مولت حملتك الانتخابية وهذه أسرار انقلابك على القائد
سنيا البرينصي (خاص)
قال مفتاح الميسوري، المستشار الدبلوماسي والمترجم الخاص للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يعاني من لوثة نفسية وعقلية.
وأكد الميسوري، في حوار ل "الحصري" اليوم السبت، أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي تلقى 20 مليون دولار من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية في عام 2007.
وأضاف الميسوري، في رد له على تصريحات أدلى بها ساركوزي مؤخرا، أن هذا الأخير زار ليبيا وهو وزيرا للداخلية والتقى بالقذافي وأسر إليه بأنه يريد الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في عام 2007 وكانت تلك هي المرة الأولى التي يفصح فيها عن رغبته تلك.
وتابع بقوله: "القذافي وعد ساركوزي بالوقوف إلى جانبه ودعمه وهذا ما حدث فعلا ولذا قام ساركوزي بزيارة ليبيا ثم دعا الزعيم الراحل رسميا إلى زيارة فرنسا، واستقبله استقبالا يليق بأباطرة ونسق له رحلة صيد، وسمح له بنصب خيمته في قصر الضيافة، وبمقابلة ممثلين عن القطاعات الاقتصادية والصناعية الفرنسية وكذلك ممثلات عن اتحاد المرأة، كما نسق لنا جولة على نهر السين، ولم يدخر أي جهد لإكرام ضيفه".
وأردف: "ساركوزي كان يقول للقذافي بأنه يستحق لقب القائد بجدارة، وبأنه صديق له ليس ليوم واحد فقط بل لكل الأيام، وبأنه مستعد أن يتعاون معه في كل المجالات النووية والصحية والدفاعية والمدنية وغيرها، وفجأة بعد تلك الحفاوة والتكريم طرأت عليه حالته النفسية الأخرى، وبدأ يبدي عداء لا مبرر له للزعيم ولأسباب واهية".
وكشف المستشار الخاص للقذافي أن ساركوزي كان يرغب في بيع 44 طائرة "رافال" لليبيا وتمت الموافقة مبدئيا على أن يدرس الفريق العسكري الليبي حيثيات تلك الصفقة ليتبين أن فرنسا تريد بيع طائرات محورة لليبيا أي طائرات تختلف عن المواصفات الحقيقية الأمر الذي جعل القذافي يرفض ذلك لأنه يريدها مثل الطائرات التي تباع للجيش الفرنسي دون أي تعديلات أو تحويرات، وفق تعبيره.
وأبرز الميسوري أن الرئيس الفرنسي الأسبق غضب كذلك من انسحاب ليبيا من مشروعه المسمى "الاتحاد من أجل المتوسط".
وأوضح مفتاح الميسوري أن سبب انسحاب ليبيا من هذا المشروع هو أن ساركوزي كان يريد تشريك الكيان الصهيوني وتجاهل اقتراح القذافي بتجنب ضم الجانب الاسيوي للوطن العربي المطل علي البحر المتوسط إلى أن تتم تسوية كل النزاعات فيه.
وشدد المترجم الخاص للقذافي أن كل ما سبق ذكره وغيره من مسائل أخرى على غرار القمر الاصطناعي الأفريقي "قاف"، والدينار الذهبي، والمصرف المركزي الافريقي، والجيش الافريقي، جعل ساركوزي يقلب ظهر المجن للزعيم الليبي الراحل وانطلق في حملته العدائية ضد القذافي وضد ليبيا.
وأضاف أن ساركوزي جعل فجأة من القذافي "دكتاتورا" بعد أن كان يصفه ب "صديق كل الأيام".
وذكر مفتاح الميسوري بأن الرئيس الفرنسي الأسبق قام بالإغارة على ليبيا في عام 2011 قبل صدور قرار الأمم المتحدة بعدة ساعات، مستغربا في الأثناء من أنه لا أحد في دولة تتشدق بالحرية والديمقراطية سأل ساركوزي لماذا فعل ذلك؟ ومن خوله لذلك".
وقال في هذا الصدد: "نحن نعرف أن مجلس العموم البريطاني قد استدعى شريك ساركوزي في الهجوم العدواني على ليبيا رئيس الوزراء وقتها ديفيد كاميرون حيث استجوبه وأعرب الأخير عن أسفه وبأنه قام بذلك على أساس معلومات مغلوطة، في حين الجمعية الفرنسية لم تحرك ساكنا لأن عدالة فرنسا أقرب إلى عدالة ساكسونيا".
وختم بقوله: "أنا أعرف هذا الشخص جيدا، وأتيحت لنا فرصة التحدث معه وجها لوجه عدة مرات، وكذلك على الهاتف، كما تلقينا منه عدة مراسلات، وبعثنا اليه بأخرى..إنه كما سبق وصرحت يعاني من لوثة عقلية ونفسية ".
جدير بالذكر أن نيكولا ساركوزي كان قد هاجم، في مقابلة مع جريدة "لوفيغارو" مؤخرا، بمناسبة صدور تكملة لمذكراته السياسية (2008-2012)، حاشية النظام الليبي السابق التي قال إنها ادعت عليه بخصوص تلقي تمويلات ليبية لحملته الانتخابية.
كما وصف ساركوزي الانتقادات الموجهة إليه حول التدخل العسكري في ليبيا في 2011 بـ "السخيفة"، مبينا أن العدوان على ليبيا جرى بتفويض من الأمم المتحدة والجامعة العربية وحلف شمال الأطلسي.
وأعلن المدعي العام المختص بالجرائم المالية بفرنسا، أمس الجمعة، أن نيكولا ساركوزي سيمثل مجددا أمام القضاء بتهم فساد مالي وتلقي تمويلات ليبية غير قانونية لحملته الانتخابية الرئاسية في عام 2007.
ويواجه ساركوزي في هذه القضية عقوبة بالسجن تصل مدتها إلى 10 سنوات
التعليقات
علِّق