الفنانة المالية أومو سنغاري بمهرجان قرطاج : سهرة بروح افريقية خالصة

الفنانة المالية  أومو سنغاري بمهرجان قرطاج : سهرة بروح افريقية خالصة

 

للمرة الثانية في دورته الحالية ( الدورة 51) يحمل مهرجان قرطاج الدولي  جمهوره إلى عمق القارة السمراء ويمنحه الفرصة ليعيش أجواء افريقية خالصة. فبعد السيرك الإفريقي وهو عمل استعراضي ضخم مستلهم من التراث الفني الإفريقي المتنوع بإيقاعاته وألوانه والذي أدخل كثيرا من البهجة على الجماهير التي واكبته في سهرتين متتاليتين يوم 18 و19 جويلية الجاري، عاش المسرح الأثري بقرطاج على إيقاع الأجواء الإفريقية الرائعة مجددا مع الفنانة الشهيرة أصيلة المالي أومو سانغاري في سهرة الأحد 2 أوت الجاري.
"سايا " و"إنديا " وغيرها من الأغاني التي أدتها أومو سنغاري خلال السهرة قد لا يفقه الجمهور معناها ولكنه يشعر بالإيقاعات ويشعر بأنها تحمل رسالة انسانية وذلك قبل أن نعلم من أومو سنغاري أن "سايا" تعني المرأة و"إنديا" تتغنى بالحب.  وفعلا فإن أومو سانغاري تعرف ما معنى أن تتعذب من أجل لقمة العيش قبل أن تصبح نجمة تجوب العالم وتغني على مسارح أمريكا وأوروبا وقبل أن تقدم حفلاتها في الصين واليابان وفي المغرب العربي قبل أن تحل ضيفة على الجمهور التونسي لأول مرة هذا العام ببادرة من مهرجان قرطاج الدولي،  فقد عاشت طفولة صعبة جدا وتدرك قيمة المرأة المناضلة في المالي وفي إفريقيا على كل المستويات كي تستمر الحياة لذلك تغني أمو سانغاري للحب وتشعل الحماسة في المرأة بأغانيها التي تشعرها بذاتها وبقوتها وبأهميتها.
أومو سانغاري لمن يريد أن يعرف أكثر عن سيرتها هي فنانة ملتزمة بقضايا المرأة وهي تناضل ضد العنصرية وضد الإقصاء وضد زواج الصغار وتعدد الزوجات في بلدها الذي كما هو معروف يعاني بدوره من الحركات الإرهابية.
لم يتجاوز العرض الساعة والنصف، تميز بخفة روحه كما  أن الفنانة المالية ما فتئت تتحاور مع الجمهور وتدعوه للرقص  على الإيقاعات الإفريقية وقد كانت أمومو سنغاري مصحوبة بعازفين محترفين ( من عدة بلدان من بينها السنغال والغوادلوب إلى جانب مالي) على آلات الباتري والباص والقيثارة والآلات الإيقاعية التقليدية التي يستعملها بالخصوص عازفو الغناوة وهي موسيقى تقليدية تمارس بقوة شمال غرب المغرب. وقد شددت في مناسبات عديدة خلال السهرة على دور الموسيقى في التقارب بين الشعوب وقالت إن الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي لا نجد فيها عنصرية.
اشتهرت أمومو سنغاري بما يعرف بالواسولو وهو لون موسيقي منتشر غرب مالي وتستعمل فيه آلات تقليدية وأخرى حديثة وهو مستلهم من التراث الشعبي وله جمهور كبير حتى خارج مالي وهو قريب جدا من موسيقى الغناوة التي لها عشاقها من المغرب كذلك خارج حدود المغرب فهي موسيقى تنحدر من اصول افريقية وقد نقلها الأفارقة الذين استقروا في المغرب إلى منطقة شمال افريقيا.
لم يكن عدد الجمهور الذي واكب سهرة أومو سنغاري في قرطاج كبيرا ولكنه كان جمهورا حيا ومغرما بالإكتشافات الموسيقية وقد رقص هذا الجمهور على ايقاع كل الأغاني  وتفاعل مع الفنان ومع فرقتها الموسيقية.
وأصرت أمومو سانغاري أن تقف كل الجماهير لتؤدي معها أغنيتها الشهيرة
" يا لاّ " إذ قالت أن كل الجماهير في العالم سواء في أمريكا أو في أوروبا أو في اليابان قد أدت معها الأغنية ورقصت على أنغامها ويسعدها أن يقوم الجمهور التونسي بنفس الشيء وقد استجابت جماهير قرطاج لدعوة المطربة المالية الشهيرة التي تتميز بصوت قوي وبحيوية وروح الدعابة إضافة إلى ايمانها بسحر الموسيقى وقدرتها على تجاوز كل الحدود والتعامل مع  البشر دون تمييز. أغدقت كذلك على تونس وعلى التونسيين وعلى المرأة التونسية بكلمات الود والمحبة والتشجيع.
 

التعليقات

علِّق