الفضيحة : أكثر من نصف النواب غابوا عن احتفالات عيد الجمهورية وبعضهم خيّر الراحة والإستجمام !
عاشت تونس يوم أمس الإثنين احتفالات الذكرى 59 لاعلان الجمهورية الذي تم يوم 25 جويلية 1957 من قبل المجلس القومي التأسيسي في باردو .
وقد اشرف كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب مساء أمس على موكب احياء المناسبة بمقر مجلس نواب الشعب بتحية العلم على انغام النشيد الوطني بحديقة قصر باردو و استعراض تشكيلة شرفية من الجيوش الثلاثة بالساحة الشرفية للبرلمان.
الغريب في الأمر انه رغم الأهمية الكبرى لهذا الحدث الوطني وقيمته الوطنية والسياسية وما يحضى به منذ اكثر من نصف قرن من هيبة واجلال وحضور وطني ودولي واسع للشخصيات السياسية والحقوقية والاكاديمية والفنية ، الا انه تحول هذه السنة الى يوم للراحة والاستجمام لبعض نواب البرلمان التونسي ، حيث سجل أكثر من نصف النواب غيابهم عن مواكبة الحدث بالبنط العريض دون تقديم مبررات لرئاسة المجلس .
هذا الحدث التاريخي والوطني في تونس كان قبل سنوات قليلة وخلال فترة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وبعده المخلوع بن علي قبلة لكل النواب والسياسيين والسفراء في تونس الى درجة ان الغياب كان يعتبر جريمة في حد ذاته واساءة للدولة ولهيبتها ، لكن يبدو ان حالة اللامبالاة والفوضى طالت عددا كبيرا من النواب حيث خيّر البعض منهم " تبحيرة " افضل من ترديد النشيد الوطني واحياء ذكرى مجيدة والترحم على المناضلين غرار الزعيم الحبيب بورقيبة والثعالبي وفرحات حشاد وصالح بن يوسف والهادي شاكر وغيرهم من زعماء " الجمهورية الاولى " .
ما حدث يوم امس في ذكرى عزيزة على التونسيين يعتبر " عار وفضيحة " و يؤكد مرة اخرى ان بعض النواب أصبحوا " عالة " على هذا الوطن بسبب غياباتهم المتكررة عن مناقشة المشاريع والمصادقة عليها وتعطيل دواليب الدولة ثم الاساءة الى المناسبات الوطنية الهامة التي طالما حاولت الانظمة السابقة " رغم كل عيوبها " زرعها وغرسها في نفوس التونسيين منذ المدارس الابتدائية .
عموما ، ما فعلوه تجاه الدولة كان متوقعا من مجلس شهد عديد الفضائح والمهازل ، كشفها النواب أنفسهم ضد بعضهم البعض عبر تصريحات صحفية ومقاطع فيديو تضمنت تلاعبا في التصويت والتزوير و" بونية وخنيفري " وشتائم وغيابات ونوم في القاعات وطلبات بالزيادات في الرواتب واتهامات بشراء ذمم بعض النواب المستقيلين من كتلهم والملتحقين بكتل أخرى وغيرها من الفضائح الاخرى التي سيدوّنها التاريخ ضمن الصفحات السوداء ...
ش.ش
التعليقات
علِّق