الغرب بمكيالين : سعودي في مجلس حقوق الإنسان " مذموم" وإسرائيلي في لجنة تصفية الإستعمار " محمود " ؟

الغرب بمكيالين : سعودي في مجلس حقوق الإنسان " مذموم" وإسرائيلي في لجنة تصفية الإستعمار " محمود " ؟

 

مازال  تعيين سفير المملكة العربية السعودية بالأمم المتحدة في جنيف  فيصل بن حسن طراد على رأس لجنة الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يثير موجة انتقادات واسعة خاصة من قبل المنظمات الحقوقية. 
واعتبرت منظمة "مراسلون بلا حدود" الحقوقية أن ما حدث  " تعيين سخيف للغاية " وأنه من المشين أن تتغاضى الأمم المتحدة عن هذه الرئاسة خاصة أن السعودية تعد من أكثر الدول قمعا في مجال حقوق الإنسان وخير دليل على ذلك  حسب المنظمة أنها تقبع في المرتبة 164 من أصل 180 على جدول تصنيف حرية الصحافة لعام 2015 الذي أعدته المنظمة الحقوقية.
ومن باب ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وغير المؤمنين أيضا فقد مرّ منذ مدّة ليست بعيدة انتخاب الإسرائيلي  " مردخاي أموحاي " نائبا لرئيس لجنة تصفية الاستعمار  التابعة للأمم المتحدة  في الخفاء ولم تنتقده المنظمات الحقوقية الغربية بأي حرف لا لشيء إلا لأنه مزكّى من قبل دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص .
وهذه اللجنة لمن لا يعرف مهمتها  الأساسية هي تصفية الإستعمار وتقديم العون إلى اللاجئين الفلسطينيين . ولعلّ من المفارقات العجيبة أن بلدان الإتحاد والولايات المتحدة لا تخفي انتقاداتها كلّما تم انتخاب كوبي أو إيراني على سبيل المثال بمجلس حقوق الإنسان . أما في الجانب العربي فقد أثار هذا الإنتخاب موجة استياء واسعة  واعتبر أغلب البلدان العربية أن ما حصل عار على الأمم المتحدة  في الوقت الذي يعرف العالم أجمع أن إسرائيل ما انفكّت تبني المستوطنات الجديدة وتقوم بتوسعة المستوطنات القديمة .
أما البلدان التي ساندت هذا الشخص فقد وجدت صعوبة كبرى في تفسير قرارها وإقناع الآخرين به . وفي هذا الصدد قال ممثل بريطانيا التي ترأس اللجنة إن " مردخاي " انتخب لكفاءته الشخصية وليس لأنه إسرائيلي وعليه أن يبرهن على أنه محايد وأنه محترف . واعترف ديبلوماسي غربي آخر بأن هذا الإختيار غريب ومضحك لكنه قال إن الإسرائيليين لطالما استبعدوا من لجان الأمم المتحدة  التي ترى أنه " يجب إعطاؤهم مركزا هاما هنا أو هناك " !!! .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق