في حلقة البارحة من برنامج " كلام الناس "  نصّبت  مايا القصوري نفسها " وصيّة " على خلق الله أو " مرشدة "  ترسم  للغير ما يجب أن يفعلوه وما لا يجب من منظورها الخاص طبعا الذي لم يعد يخفى على أحد .
وفي هذا الإطار حاولت مايا أن تحشر نفسها حشرا  عندما  " ناقشت " الممثلة  " جوليا الشواشي " ابنة الفنان التونسي الأصيل عدنان الشواشي . جوليا قالت إنها لا تقبل  أدوارها  فقط من أجل التمثيل والظهور بأي شكل أو ثمن وإنها لا تقبل خاصة الأدوار الجريئة  مستشهدة في ذلك بفنانات مصريات بلغن الشهرة والنجومية  دون السقوط في أدوار من نوع " عندكش عندي " . وبدت جوليا واثقة من نفسها وممّا تفعل  ومصرّة على المضي في هذا النهج  في تجربتها التي لم يمض عليها وقت طويل في مصر.
وكعادتها  لم تكن مايا من العاكسات وانبرت  " تلقّن " جوليا  درسا خاصا في الأخلاق وطريقة اختيار الأدوار إلى غير ذلك من " أفكار " ترى هي أنه على كافة التونسيين أن يلتزموا بها وأن يعملوا بها . مايا قالت إنها " مستاءة " من  " النظرة الأخلاقويّة " التي ترى جوليا من خلالها مستقبلها أو موقفها من الفن والتمثيل بمختلف فروعه . مايا استاءت وقالت إن جوليا فنّانة وبالتالي يجب أن تقبل كافة الأدوار التي تعرض عليها بعيدا عن " التقييم الأخلاقوي " والعبارة  للسيدة مايا التي أقلقها أيضا أن تتحدث جوليا عن أدوار نظيفة في السينما  وقالت إنها لا تؤمن بوجود أدوار نظيفة  و" أدوار وسخة " .
ومن خلال هذا الموقف النابع من نزعة " متحرّرة " أكثر من اللازم  دعت مايا  جوليا الشواشي إلى " التحرّر" وأن ترمي بنفسها على أي مخرج يقول لها إنها ستمثّل في فيلمه أو مسلسله . ولم تقبل مايا أنه يمكن لأيّة فنانة  تونسية أو مصرية أو إغريقية أن تنجح في عالم الفنّ دون أن تسقط في عالم الإسفاف  وربّما أيضا " بيع النفس " بحجّة أن الغاية تبرّر الوسيلة . ولعلّ ما لم تدركه مايا القصوري أو بالأحرى لا تريد أن تدركه هو أن أفكارها الخاصة  مكانها دماغها الخاص وأنه لا يمكن أن نفرض على الناس أفكارا خاصة  وأن ندعوهم إلى فعل ما لا يرغبون في فعله بدعوى  التحرّر والتقدّمية  و " الشارع اليساري " الذي يصلح في الجامعة وقد لا يصلح في المجتمع .
جمال المالكي