الشماتة مطلوبة أحيانا : هكذا رأيت الجزّار الغشاش الصعلوك ذليلا مثل نملة أمام المراقبة الاقتصادية والشرطة

الشماتة مطلوبة أحيانا : هكذا رأيت الجزّار الغشاش الصعلوك  ذليلا مثل نملة أمام المراقبة الاقتصادية والشرطة


حضرت يوم أمس مشهدا جعلني أراجع مقولة " اللهمّ لا شماتة " وأستنتج أن الشماتة مطلوبة في بعض الأحيان بل تكاد تكون واجبة مع بعض الرهوط  البشرية . فقد مررت بالصدفة أمام جزّار معروف بأنه رّ الغش والحيلة وبأنه صعلوك حقيقي يتعامل مع الناس بمنطق القوة والإجبار ولا يراعي في معاملاته لا أخلاق ولا أمانة ولا هم يحزنون . يوم أمس رأيته ذليلا ... رأسه يكاد يلامس الأرض ليس من شدة الخجل بل من شدة الذلّ الذي أصابه عندما ضبط " بالكمشة " وهو مخالف في أكثر من موضع ( ترفيع في الأسعار والغش باعتبار أنه يبيع لحم البقر المستورد على أنه تونسي وعدم الاستظهار بما يفيد الذبح في المسلخ البلدي ...) . وقد  رأيت علامات الدهشة على وجوه بعض الحرفاء والناس الذين يعرفون هذا الجزّار الذي طالما أوحى لهم بأنه " أسد " لا يشقّ له غبار . أما وقد وجد نفسه أمام أمور لا تدخل في باب الهزل فقد أعطى للذلّ  " كارو " وحاول جاهدا أن يستعطف فريق المراقبة الذي كان ( وللأمانة ) صارما في إنفاذ القانون ولم يرضخ لبعض الإيحاءات التي حاول الجزّار أن ينهي بها الموضوع بأقل خسارة ممكنة .
المهمّ في الأمر وخلاصة القول أن هذا الجزّار المتعالي يجب أن يكون عبرة لغيره ممّن يمتصون دماء المواطن بلا شفقة ولا رحمة  لأنه ببساطة لم يقرأ حسابا ليوم مثل يوم أمس حيث تحوّل من أسد مزيّف إلى نملة وديعة  تستعطف وتطلب السماح بلا جدوى .
وعلى ذكر هذه الحملة التي تم تنفيذها يوم أمس بأحياء المروج فقد كشفت أن العديد من التجار وبائعي الخضر والغلال مخالفون وأمورهم لا تعجب . فبمجرّد أن سمعوا بأن فريق المراقبة موجود في المنطقة صحبة الأمن حتّى أغلقوا متاجرهم خشية أن يقع لهم ما وقع للجزار ... وبعد حوالي ساعة أو أكثر من مغادرة فريق الرقابة عاد هؤلاء المتحيلون إلى مواقعهم ... وكأن شيئا لم يكن ...
جمال المالكي

التعليقات

علِّق