الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان : بعض المكاسب مازالت عرضة للطعن أو التراجع أو التشكيك

بمناسبة الذكرى الستين لإعلان الجمهورية أصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بيانا جاء فيه :
" تحتفل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان اليوم 25 جويلية 2017 في كنف الفخر والاعتزاز و مع كافة أفراد الشعب التونسي بالذكرى الستّين لإعلان الجمهورية . فمنذ 1957 تاريخ إسقاط الملكية وإعلان الجمهورية والشعب التونسي ما فتئ يقدّم التضحيات الجسام من أجل تركيز مبادئ الجمهورية والقيم المواطنية ودولة القانون والمؤسسات . وقد تحقق لتونس بفضل هذه التضحيات الكثير من القيم والمبادئ الجمهورية تجلّت خاصة في التشريع المدني العصري وتوحيد التعليم وتحديثه والتأسيس لإدارة عصرية وتحرير المرأة والتنظيم السياسي القائم على فصل السلطات وغيرها من المكاسب على أنّ أظهر المكاسب في النظام الجمهوري تجلّت في ما حققه الشعب التونسي بثورته على الاستبداد في 2011 فبنى دستورا جديدا أكّد فيه الفصل بين السلطات وفعّل جيّدا مبدأ الانتخاب في التداول على السلطة وأقرّ بجلاء الحرّيات الفردية والعامة كحرّية المعتقد وحرية الضمير وحرية الرأي والتعبير وحرّية التنظم والتظاهر السلمي ممّا يضفي الطابع الديمقراطي على النظام الجمهوري . كما حقق الشعب التونسي مكاسب مدنية ومجتمعية طالما نادى بها وقمع من أجلها مثل المساواة التامة بين الجنسين وتكافؤ الفرص في الحياة العامة وحماية الأقليات .غير أنّ هذه المكاسب وإن أُقرّت في دستور كان ثمرة صراع مرير مع قوى الجذب والتخلّف فإنها مازالت عرضة للطعن أو التراجع أو التشكيك أو عدم أخذها مأخذ التطبيق الفعلي كحرّية المعتقد وحرّية الضمير وحماية الأقليات والمساواة التامة بين الرجل والمرأة .
إنّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تحتفل بهذه الذكرى العزيزة على كل أفراد الشعب التونسي تعتبر مسيرة النضال من أجل مبادئ الجمهورية وقيمها مازالت متواصلة ولا أدلّ على ذلك من اغتيال الشهيد محمّد البراهمي منذ أربع سنوات وفي غمرة احتفال الشعب بعيد الجمهورية قمعا لصوت حرّ متنوّر جريء لم يتردّد في فضح الثقافة الظلامية الإرهابية وكبتا لحسّ مدني رفيع لم يصمت يوما عن الدعوة إلى بناء الدولة المدنية الحديثة . لذلك تعتبر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نفسها مدعوّة اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى إلى التعاون مع مختلف مكوّنات المجتمع المدني لتحقيق ما ضحّى من أجله الشهداء كشكري بلعيد ومحمد البراهمي بناء الجمهورية العصرية الديمقراطية ونشر القيم المواطنية .
إنّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مطالبة اليوم بمزيد التضحية للرفع من متابعتها للشأن العام ورصدها لانتهاكات حقوق الإنسان وتصدّيها لكل الخروقات القانونية فتقاوم التعامل بغير القانون وتشهّر بالكيل بمكيالين وتفضح الفساد صغيره وكبيره وتتصدّى للعنف المسلّط على المرأة وتطالب بملاحقة مغتصبي الطفولة بكل صرامة و تحمل الدولة وأجهزتها القضائية مضاعفة الجهد في كشف حقيقة الاغتيالات السياسية ودفع المسؤولين فيها إلى المطابقة بين أقوالهم وأفعالهم في كل الشؤون العامة . إنّ الرابطة بهذا المسعى النضالي تكون قد قصدت قيمة من أعلى قيم الجمهورية ألا وهي " التضامن ".
عاشت تونس حرّة مستقلة في نظام جمهوري ديموقراطي
عاشت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان رافدا قويّا للنظام الجمهوري ".
التعليقات
علِّق