قال مسؤول في الإدارة العامة للنهوض الإجتماعي بوزارة الشؤون الإجتماعية إن الوزارة ستصرف  بداية من يوم 30 ماي الجاري مساعدة مالية لفائدة العائلات المعوزة بقيمة 40 دينارا لكل عائلة بمناسبة عيد الفطر.
ولا شك أن هذا المبلغ الضخم جدا سينهي مشاكل العائلات المعوزة في هذا العيد وربّما تتصدّق بجزء منه للعائلات الأكثر فقرا وعوزا منها . ولا شك أيضا أن هذا المبلغ دليل على السخاء والكرم من قبل الدولة التي انتصرت بالضربة القاضية على حاتم الطائي الذي لا شكّ أنه يشعر الآن بالخجل الشديد من كرم الدولة التونسية مع مواطنيها وأيّ كرم .
دعونا الآن من الهزل ولنسأل : هل إن الدولة جادة عندما " تتكرّم من مالها الخاص " وتجود على الفقراء بهذا المبلغ دفعة واحدة ؟ . هل تقصد  فعلا إعانة الفقراء أم إهانتهم ؟. فالمبلغ المذكور لا يكفي حتى لشراء عشاء ليلة والمسؤول الذي تكرّم وأذاع الخبر يدرك جيّدا أنه لا يكفيه حتى لشراء ما يلزم من حلويات السهرة بالنسبة إلى عائلته فما بالكم بما يتطلبه العيد من نفقات خاصة بالنسبة إلى ملابس الأطفال ؟؟؟.
لقد كان على الدولة التي يبدو واضحا جدا أنها تحترم مواطنيها كثيرا إما أن تخصص لهذه العائلات  منحة تحفظ ماء الوجه وتقيهم مذلّة السؤال وإما أن نحجم عن ذلك أصلا لأن ما فعلته ليس سوى إهانة ولا يمكن أبدا أن يرتقي إلى درجة الإعانة .
ج - م