الدكتور غفران الحسايني : لماذا يواصل " الدرك " الجزائري إذلال بعض التونسيين في المعابر الحدودية ؟

الدكتور غفران الحسايني :  لماذا يواصل " الدرك " الجزائري إذلال بعض  التونسيين في المعابر الحدودية ؟

كتب  الدكتور " غفران الحسايني " الباحث في الحضارة والإسلاميات على صفحته الخاصة على " فايسبوك " وجهة نظر في ما يحدث  ببعض البوابات على الحدود التونسية الجزائرية فقال :

" أشاهد فيديوهات كثيرة من الحدود الجزائرية التونسية وما يقوم به الدرك الجزائري من إذلال وتشهير واستعلاء تجاه المواطنين التونسيين الذين دخلوا الجزائر واشتروا منها بعض المواد الغذائية المفقود بعضها في تونس  فيصورونهم ويعاتبونهم ويخطبون عليهم خطابة اليد العليا على السفلى من أجل كرذونة زيت أو كيس سكر أو مواد تنظيف وفي ذلك اساءة وتشهير بتونس وما تعيشه من أزمة اقتصادية أنا متأكد أنها ستعبر وستعود تونس أفضل مما كانت.

للتاريخ أنا عشت في منطقة عبور رئيسية للإخوة الجزائريين إلى تونس عبر نفزة وطبرقة طيلة عقود، أقسم بالله أن المغازات كانت تفرّغ موادها الغذائية من قبل المشترين الجزائريين، أقسم أيضا أن التجار و الحوانيت في نفزة كانوا بقدّمون الجزائريين على التونسيين في البيع يقولولنا " وخيّانا مروحين إنت هاك في نفزة" .. في عشرية الجزائر السوداء، كان نصف طعامنا في المغازات وتجار الجملة نصفه لهم تقريبا، وإذا اشتدت الأزمة في الجزائر سارعت الدولة التونسية إلى زيادة تمويل التجار التونسيين في المناطق الحدودية بالسلع المدعّمة ليأكلوا معنا من طعامنا ولا يمنعون مطلقا من اشتراء الكميات التي يطلبون بالتنسيق مع تجار تونسيين.

في سنة 2011 دخلت حافلات جزائرية فيها شباب طائش فنهبوا المغازة العامة عن بكرة أبيها ونهبوا المخزن البلدي ولم يشفع تدخل الأمن حتى اعترضهم الجيش من ثكنة طبرقة فاسترجعوا المواد المنهوبة من الحافلات وعرضوهم للتحقيق وأخلوا سبيلهم اكراما للأخوة بين الشعبين ولم يقع تصويرهم ولا بث الخبر أصلا في الإعلام وكنا نعلم بذلك بل ومنعوا شباب الجهة من تصويرهم.

هذه شهادة للتاريخ أما ما يُعرض من فيديوهات فيها ايقاف للتونسيين بعائلاتهم وسيارتهم وتصوير عملية انتزاع بيدون زيت وشكارة سكر وتصوير مطاردة أمنية لسيارة تونسية تقل عائلة تحمل بعض المواد الغذائية وبثها في التلفزيون فهذا عيب وعار ونكران .. لأنه كان بالامكان تطبيق القانون بمنع ادخال كميات كبيرة من مواد غذائية دون تصوير سينمائي له غايات غير نبيلة.

تونس باش ترجع تاقف على ساقها كيف التوانسة يعرفوا قيمة تونس وعظمة بلادهم وإنو نطلعوا نهبطوا ما لينا كان بلادنا .".

انتهي كلام الدكتور الذي يعبّر عن وجهة نظر قد نتّفق وقد نختلف معه حولها .وهذا الموقف يعكس في النهاية حالة موجودة ولا يمكن التشكيك فيها كما أن تعميمها لا يجوز. فهذه التصرّفات ومهما بلغت حدّتها لا نظنّ أنها تعكس موقف الجزائر الرسمي ولا موقف الشعب الجزائري الذي يعرف القاصي والداني أنه يساند تونس في السراء والضراء ولا يرضى  أبدا بمثل هذه الممارسات.

ومهما يكن من أمر ومهما كانت المواقف فإننا نتساءل : لماذا يقدم بعض أفراد الدرك الجزائري على مثل هذه التصرفات التي فيها الكثير من الإساءة إلى أشقائهم التونسيين؟. فهل إن ما يأتيه بعض التونسيين من شراء ما ينقصهم من مواد جريمة حتى يعاملوا بهذه الطريقة ؟.

إن ما يحصل أحيانا لا يجب أن يتواصل. وعلى السلطة الجزائرية أن تعمل على عدم تكراره مراعاة للروابط الأخوية والدموية الضاربة في عمق التاريخ بين البلدين الشقيقين.

التعليقات

علِّق