الحج ليس رحلة سياحية.. ولكنه ليس "تعذيبا"!!

الحج ليس رحلة سياحية.. ولكنه ليس "تعذيبا"!!

متابعة لما كتبنا يوم أمس بخصوص حالة الحجيج التونسيين وما تعرّضوا له من متاعب تراوحت بين الوفيات والضّياعات والاغماءات لابد من التذكير سريعا بالثلاثة أنواع من حجيحنا وهم البعثة الرسمية التي هي تحت الاشراف المباشر لوزارة الشؤون الدينية و يمثلون حوالي 80 بالمائة من الحجيج وهم في حدود 11 ألف حاج وهؤلاء ظروف إقامتهم أفضل رغم معاناتهم أيضا بسبب ضعف التأطير وخاصة بسبب تقدم أغلبهم في السنّ وهو أمر ضروري لابدّ من مراجعته على مستوى الترشحات و اعداد القوائم في نصيب تونس السنوي من الحجيج.
وثاني الأفواج هم الذين وصلوا الأراضي السعودية عن طريق وكالات أسفار سواء من داخل تونس أو خارجها وهؤلاء من وقعت بينهم أكثر حالات الوفيات والضياعات وكل انواع العذابات. ويرجع الأمر الى تحيّل بعض هذه الوكالات وعدم التزامها بالعقود المبرمة مع الحجاج رغم الأموال الكثيرة التي يقبضونها.
أما ثالث الأنواع فهم المخالفون قانون الإقامة و هؤلاء مطاردون من السلط السعودية و ظروف إقامتهم مزرية وتنقلهم محفوف بالمخاطر.
لكن ما يجمع هؤلاء جميعا أنهم تونسيون وأن حقهم على دولتهم ثابت في نجدتهم ومساعدتهم واعادتهم الى عائلاتهم سالمين.
غير أنه لابد من الإشارة الى أن الحج ربطه الله بالاستطاعة .والاستطاعة ليست مادية فقط وانما بدنية بالأساس فلا يعقل مثلا أن يذهب مسن ناهز التسعين الى الحج ويكون ضمن طوفان بشري هو الاكبر بالعالم حيث بلغ هذا العام حوالي مليوني شخص.
 ثم إن الحج ليس رحلة سياحية انما هو مقترن منذ القدم بالتعب والإرهاق (منذ كان الحج على الاقدام. فعبر السيارات الى الطائرات)
وبالتالي فمن يقصد الحج لابد ان يدرك حجم التعب و الاكتظاظ والظروف الصعبة التي ستواجهه ويجب أن يتهيأ لذلك.

ريم بالخذيري

التعليقات

علِّق