الجيش السوري يعلن الانسحاب من مدينة حماة
أعلن جيش النظام السوري، الخميس، الانسحاب من مدينة حماة وسط البلاد، بعد ساعات من إعلان الفصائل المسلحة دخولها المدينة، وهي أول مرة تخرج فيها حماة عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.
وأكدت وزارة دفاعه في بيان رسمي، الخميس، إن وحداتها العسكرية "قامت بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة"، مضيفة أنها "ستواصل القيام بواجبها الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية".وكانت الفصائل المسلحة، ومن بينها "هيئة تحرير الشام" (المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية) قد دخلت المدينة، ظهر الخميس، انطلاقا من الأحياء الشرقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن الفصائل المسلحة "دخلت حماة من عدة جهات، وتدور معارك طاحنة" مع قوات النظام.وأوضح أن الفصائل المسلحة "سيطرت على الجهة الشمالية الشرقية من المدينة".
وحث زعيم "هيئة تحرير الشام" المصنفة إرهابية، محمد الجولاني، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على "عدم السماح للحشد الشعبي" المدعوم من إيران بالتدخل في سوريا، وحذر من تصعيد التوتر بالمنطقة.وجاءت هذه التطورات الميدانية، بعد معارك "كسر عظم" اندلعت على مشارف حماة منذ 3 أيام، وتركزت على 3 محاور.
ولا تقل حماة السورية أهمية عن حلب التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة قبل أسبوع، وقد تتجاوزها أيضا في هذا الجانب بناء على معطيات الميدان الحاصلة الآن والمشهد السياسي والعسكري الذي طالما عرفت به المدينة منذ عقود، وفقا لحديث باحثين وخبراء لموقع "الحرة".
وتقع مدينة حماة وسط البلاد تقريبا، مما يجعلها نقطة وصل بين المحافظات الرئيسية، مثل دمشق، وحمص، وحلب، وإدلب.ويمنحها قربها من المناطق الريفية والحدود الإدارية لمحافظات مثل إدلب واللاذقية موقعا استراتيجيا، للتأثير على الكثير من الديناميكيات السياسية والعسكرية أيضا.
علاوة على ذلك، تعد حماة رمزا للمحطات التاريخية في سوريا، خاصة بعد أحداث عام 1982.
وشكل هذا الحدث جزءا من الذاكرة الجماعية في البلاد، وأثر على المشهد السياسي السوري لعقود طويلة، كما أن الأسد الأب حرص آنذاك على إبراز سيطرته على المدينة، باعتبارها دليلا على قوته في مواجهة أي حراك من المعارضة.
التعليقات
علِّق