الجمعية الرياضية بغار الدماء : إلي أين ؟

الجمعية الرياضية بغار الدماء : إلي أين ؟

 

منذ 8 ديسمبر 2022 تاريخ إعلان الإسقالة الجماعية للهيئة المديرة تزامنا مع موسم المئوية ، و نحن في انتظار ردة فعل من المحبين الغيورين على هذه الجمعية العريقة.
وضع غامض وقاتم وحالة من اللامبالاة رافقت هذا القرار في الشارع الرياضي بغار الدماء ،ولولا ظهور بعض المواقف والتعاليق على شبكات التواصل الإجتماعي لخلنا أن سكان المدينة نسوا أو تناسوا أن لديهم واحدة من أقدم الجمعيات في تونس و إفريقيا باعتبار أن تأسيسها يعود لسنة 1922 وهي أقدم وأعرق من عديد الفرق الكبرى في تونس .
لن نتحدث عن عراقة الجمعية الرياضية بغار الدماء وتاريخها الرياضي والثقافي والإجتماعي خلال حقبة الإستعمار والعقود التي تلته ، ولكننا نلاحظ اليوم غيابا لنشاط فريق الأكابر لكرة القدم و عزوفا غريبا على الانخراط في هذا الفريق بعد أن كان في سنوات مضت قبلة للمواهب والشباب .
ولعل عدم تنقل فريق الأكابر للماتلين لخوض مباراة رسمية دليل علي حالة الإهمال التى وصت إليها الجمعية. فريق يفتقر اليوم لأبسط الظروف لمزاولة نشاطه ، في ظلّ هيئة مديرة غير قادرة علي توفير أبسط المستلزمات الأساسية لديمومة الجمعية.

هل حان وقت التغير ؟
اليوم و في ظل بقاء رئيس الجمعية لقرابة 12 سنة علي رأس النادي دون أي نتيجة تذكر و مع تواتر الخيبات و الأزمات وجب علي عشاق الجمعية "تغيير السروج " وربّان السفينة قبل أن تغرق ...ولا بد ضخ دماء جديدة لإنقاذ ما تبقي من تاريخ "البلاد والعباد " تفاديا للفضيحة و عقوبة الحل من طرف الرابطة إذا استمر الغياب في المقابلات القادمة.

ماهي الحلول ومن هو البديل ؟
يبدوا أن الحل المطروح علي الطاولة لحد هذه اللحظة هو حل فرع الأكابر مع المحافظة علي فرع الشبان الذي شهد عديد النجاحات في السنوات الأخيرة خاصة و أن المجهود المبذول من طرف الممرنين لفرع الشبان بدأ يؤتي ثمارة من خلال صعود لاعبين الي المنتخب الوطني لكرة القدم قبل أن وقع التفويت فيهما الي أحد أندية القسم الأول (دون مقابل حسب التقرير المالي للجمعية).
إلا أن هذا الحل حسب رأيي لا يرتقي الي مستوى اللحظة التاريخية التي نعيشها خاصة مع تزامن هذا الموسم مع مئوية الجمعية. الأرجح و حسب رأيي هو عقد اجتماع عاجل لكل أبناء النادي وكل من يهمه أمر الجمعية من سلطات محلية وجهوية ورابطة و خاصة الأحباء قبول الإسقالة و تكليف شخص أو عدة أشخاص للتسيير اليومي للجمعية الي حين مرور هذا الموسم بأخف الأضرار ثم عقد جلسة عامة انتخابية يتمّ خلالها عرض المشاكل و ايجاد الحلول ثم انتخاب رئيس جمعية لتحمل المسؤولية.

رسالة إلى الرئيس القادم
.. لن نترك الرئيس القادم يواجه الصعوبات وحيدا .. وسندعمه إذا لمسنا فيه الصدق والشفافية والنزاهة .وكما يقول المثل الشائع : "حمل الجماعة ريش " .. ولهذا سنخففّ عليه عديد الأعباء إذا كان أهلا لها ..
علما أن حسن التصرّف في موارد الجمعية سيمكنّه الإكتفاء الذاتي ويُجنّبه إنفاق أموال كثيرة في القسم الرابع ...
عموما يبدو الوضع قاتما .. وكل ما نأمله أن تنقشع الغيوم في أقرب الآجال وأن تعود الروح إلى الجمعية الرياضية بغار الدماء التي كانت ولازالت متنفّسا لأبناء الجهة .

علاء السديري

التعليقات

علِّق