الجدل متواصل حول " دواء كورونا التونسي " : صاحب الشأن يوضّح ودولتان تعرضان مليارات لشراء " الإختراع " ؟
ما زال النقاش دائرا حول ما أفاد به نائب من ائتلاف الكرامة يوم 28 نوفمبر الماضي في جلسة عامة الذي أكّد أن باحثا تونسيا اكتشف دواء فعّاال ضدّ فيروس كورونا يمكن للدولة التونسية بيعه وكسب المليارات منه .
وقد تناولت وسائل إعلام كثيرة هذا الموضوع سواء بالتساؤل أو بالإنتقاد . وتمت استضافة الباحث التونسي على قناة التاسعة حيث تمّت السخرية منه والتحقير من شأنه إلى درجة أن بعضهم اتّهمه بالاحتيال ومغالطة الرأي العام من خلال " التسويق لوهم يدخل في باب الشعوذة والدجل " حسب بعض الحاضرين في تلك الحصة.
ولم يتوقّف الحديث عن "دواء كورونا التونسي" وقد نفى مدير معهد باستور الهاشمي الوزير وجود هذا " الدواء " مؤكدا أنّه لا وجود لإثبات يخص دواء فعّالا تونسي الصنع لا في النشريات العلمية ولا في التقارير.
ليس دواء بل مكمّلا غذائيّا
وبحثا عن الحقيقة التي بدت لنا واضحة آنذاك باعتبار أن الباحث التونسي أكّد أن الموضوع يتعلّق بمكمّل غذائي ولا يتعلّق بدواء بمفهومه المعروف لكن التعبير خانه على ما يبدو ليقنع محاوريه بهذا الرأي التقينا الرجل الذي أثيرت كل تلك الضجة بسببه وهو أستاذ الرياضيات " منير بالزرقة " الذي أكد أنه لم يقل يوما إنه اخترع دواء بل تحدث فقط عن مكمل غذائي أثبتت التجارب نجاعته وقدرته على المساعدة في شفاء المصابين بفيروس كورونا موضّحا أن هذا المكمل الغذائي نتيجة علمية مؤكدة جاءت بعد أبحاث واختبارات كيميائية تبعتها معادلات رياضية تندرج في إطار ما يسمى علميا بـ Biomath وكذلك الـAromathérapie . وقد أجرى هذه البحوث مكنته بصفته دكتورا في الرياضيات ومديرا عاما لشركة للمواد الكيميائية وكذلك بحوثه في علم الكيمياء الصناعية المنشورة والمعترف بها لدى الهيئات الأوروبية المختصة والموثقة في عديد المراجع مؤكدا أن البحوث والاختبارات تعتمد أساسا على معادلات رياضية بعد دراسة كل المعطيات الكيميائية.
وأوضح منير بالزرقة أن اختراعه ''ليس دواء بل هو مكمّل غذائي مصنوع من تركيبة جزيئات زيوت روحية'' مشيرا إلى أنه ''لا يخضع إلى التجارب السريرية وقد استوفى كلّ الشروط اللازمة من إعلام وزارة الصحة بهذا المكمّل عن طريق الإدارة الجهوية للصحة ببن عروس والحصول على شهادة من مختبرات تونسية تثبت أنه منتج خال من كل تأثيرات سلبية مع تشجيعات مختبرات أجنبية اهتمت بالموضوع.
10 أطباء وتجارب ناجحة
و أكد منير بالزرقة أنّه '' سلّم هذا الدواء إلى عدد من الأطباء الذين جربوه على حوالي 10 أشخاص مصابين بفيروس كورونا فأثبت نجاعته وفق ما يسمى باختبار Loi binomiale.. وأنّ أعراض الإصابة بالفيروس قد اختفت بعد تناول جرعات معينة من هذا المكمّل الغذائي .
وأوضح دكتور الرياضيات أهمية الزيوت النباتية في العلاج والطب البديل وأهمية بعض المكملات الغذائية على غرار الزنك والحديد وغيرها ممّا يباع في الصيدليات ونصح بها للوقاية من فيروس كورونا ولاقت الرواج الكبير في المدة الأخيرة..وأشار إلى أن المجلات العلمية تضمنت آلاف البحوث العلمية لدكاترة وهيئات طبية حول الزيوت الرئيسية وأهميتها في العلاج مشيرا إلى أن الزيوت الروحية ثمينة جدا وتتوفر من استغلال طن كامل من مادة معينة للحصول في الأخير على كيلوغرام فقط من الزيت الرئيسي أو الزيت المنكّه .
دور الرياضيات والكيمياء
و ذكر منير بالزرقة أن الزيوت المعتمدة في "المكمّل الغذائي" ومصادرها تعرف بتأثيرها الإيجابي والعلاجي على الرئة والقصبات الهوائية والأنف والجهاز التنفسي وهو ما تم استغلاله للحصول على محلول متكون من 1غرام من تركيبة تضم عدة زيوت وأنه حصل على براءة الاختراع وسجل المنتج في تونس وخارجها حتى لا يفقد حقه في هذا المجال.
وأضاف بالزرقة أن الحصول على براءة الاختراع لا يتطلب أن يكون الشخص مختصا في المسالة وقال: " أن أكون دكتورا في الرياضيات ولست طبيبا فإن ذلك لا يمنعني من الحصول على براءة اختراع إضافة إلى أني صاحب عديد البحوث المسجلة في أوروبا في مجال الكيمياء والصيدلة و تشهد بذلك عديد المجلات العلمية الأجنبية المختصة في هذين المجالين علما بأن باستور نفسه لم يكن طبيبا في البداية بل هو خريج المدرسة العليا للأساتذة وأن معهد باستور الفرنسي جل بحوثه تعتمد على الـBiomath.
وفي ما يتعلق بردود الفعل الرسمية والطبية من المختصين في تونس أشار بالزرقة إلى أن الباحث يجب أن يستمع أولا ثم يبحث ويقيّم ويعطي النتيجة والغريب أن لا أحد ممن انتقد وشكك في اكتشافه تساءل قبل ذلك عن تركيبة المحلول ودرس تأثيراته على الصحة سواء منها الايجابية أو السلبية.
الطب البديل وأهميته في الصحة
أشار بالزرقة إلى أن منظمة الصحة دعت الدول العربية إلى التركيز على الطب البديل في المعالجة من كورونا في انتظار التوصل إلى لقاحات .. كما أن عديد البحوث العلمية اُثبتت نجاح وفاعلية الزيوت الروحية ضد الكوفيد وغيره من الأمراض ولكم أن تعودوا إلى نتائج هذه الزيوت في الحد من الإصابة بمرض سارس 1 و2. كما يجب أن نعرف أن لدى منظمة الصحة العالمية قسم كامل يعتني بالطب البديل.
وختم الدكتور منير بالزرقة حديثه معنا بالقول:" الحديث عن دواء أو مكمل غذائي ليس مهمّا .فالمهم تأثيراته الإيجابية ونتائجه ودوره في التخفيف من المرض ومحاصرته وحتى القضاء عليه. و الغاية من البحث كانت علمية بالأساس ولم تكن بالمرة تجارية والدليل على ذلك أنني اتصلت بوزارة الصحة للاستفادة وقد عملت كل ما في وسعي منذ انتشار الوباء للحد منه عبر مساعدة كل مؤسسات الدولة وإداراتها في ما يتعلق بالتعقيم الكيميائي مجانا ".
دول عرضت شراء " الاختراع " واقترحت مليارات
علمنا أن بعض الأطراف التي يبدو أنها تابعت الموضوع وردود الفعل التي أثارها في تونس وخارجا قد اهتمّت بالموضوع بصفة جديّة . وفي هذا السياق علمنا بأن دولتين معروفتين ( إحداهما عربية ) قد عرضتا على الباحث التونسي منير بالزرقة مبلغا يعادل تقريبا 4 مليارات ونصف مليار لقاء شراء هذا المكمّل الغذائي والانتفاع بها لفائدة مواطنيها. ولا توجد لدينا الآن تفاصيل عن العملية وهذا العرض وهل يتعلّق بشراء براءة الاختراع أم هو جزء من إمكانية التصنيع أم ما شابه ذلك ممّا سيتّضح مع مرور الأيام.
التعليقات
علِّق