التّونسية سميّة الشوك تتوّج بجائزة عالميّة لمعالجتها أزمة كلاب الشوارع

التّونسية سميّة الشوك تتوّج بجائزة عالميّة لمعالجتها أزمة كلاب الشوارع

حصلت التونسية سميّة الشوك على الجائزة العالمية الأولى في مجال الرفق بالحيوان التي يمنحها سنوياً التحالف العالمي لمكافحة داء الكلب. ونالت الشوك هذه الجائزة بفضل "اعتمادها على تقنية التعقيم لمنع تكاثر الكلاب، وبالتالي الحد من انتشار داء الكلب".

وسميّة الشوك هي طبيبة بيطرية تطوّعت للدفاع عن الحيوانات، وتحديداً عن كلاب الشوارع التي صارت عبئاً ثقيلاً على تونس في السنوات الأخيرة، فاختارت الناشطة أن تقود مشروعاً لمنع تكاثرها.

لاحظت الشوك ارتفاع أعداد كلاب الشوارع في السنوات الأخيرة، في ظل غياب استراتيجيات تعمل على الحد من تكاثرها، كما تقول الطبيبة التي كانت تعمل سابقاً في بلدية العاصمة لـ"النهار العربي"، مضيفة "أن هذا التزايد الكبير لأعداد الكلاب صار مقلقاً ويشكل خطراً على حياة التونسيين في ظل عجز البلديات والسلطات عن إيجاد حل جذري له".

** برنامج تعقيم الكلاب

بعد تقاعدها من عملها في بلدية تونس، اختارت الطبيبة التونسية أن تتفرغ لـ"مشروع إنساني بحت" كما تقول.

فلمنع تكاثر الكلاب كانت البلديات التونسية تعتمد طريقة القنص، لكن هذه الطريقة كثيراً ما كانت محل انتقادات واسعة من المجتمع المدني ومن الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الحيوانات التي ذهبت إلى حد تنظيم احتجاجات تطالب بالتعامل الإنساني مع هذه الحيوانات.

ودفعت هذه الانتقادات عدداً من البلديات إلى اتخاذ قرار منع القنص، لكنها لم تقدم في المقابل استراتيجية بديلة للحد من تكاثر هذه الحيوانات.

وترى الشوك أن القنص ليس بالحل الأمثل لمشكلة تكاثر كلاب الشوارع. وتصف هذه الطريقة بـ"الطريقة غير الإنسانية التي تسيء للحيوان ولصورة تونس عموماً"، مضيفة: "ليس من الجيد أن يتم تداول صور الكلاب على مواقع التواصل الاجتماعي وهي ملقاة في الشوارع بعد قنصها".

وتؤكد أن الكلاب المقتولة تترك مكانها لكلاب أخرى "تعوّضها وتحتل المكان لتتكاثر بدورها".ولهذه الأسباب اختارت أن تدعم مقاربة مختلفة للحد من تكاثر الكلاب جذرياً، تقوم على تعقيمها وتلقيحها.

وتعقيم الكلاب طريقة مستحدثة تعتمدها المنظمة العالمية للصحة الحيوانية لمواجهة الكلاب السائبة المعروفة بكثافة توالدها التي تصل إلى 67 ألف كلب في ظرف 6 سنوات فقط، وفق ما تؤكد الشوك التي تناضل من أجل فرض التعقيم حلاً للقضاء على تكاثر الكلاب السائبة بعيداً من القنص. 

وأشرفت الشوك على بعث أول وحدة لتعقيم كلاب الشوارع في بلدية أريانة في العاصمة تونس، قبل أن تنقل الفكرة إلى عدد من البلديات الأخرى مثل سليمان والمرسى.

**إنجاز خلال عامين

وتؤكد أنها استطاعت في أقل من عامين مثلاً الحد من تكاثر الكلاب في بلدية أريانة التي عقّمت نحو 70 في المئة من كلابها السائبة، وهو ما تصفه بالرقم المهم الذي ساهم في منع ولادة الآلاف من الكلاب الجديدة. وتقوم الشوك يومياً بتعقيم ما لا يقل عن أربعة كلاب.

ولا يقتصر ما تقوم به على عملية تعقيم الكلب منعاً لتوالده، بل إنها تقوم بتلقيحه ضد الأمراض ووضع علامة على أذنه تؤكد أنه غير خطير ولتمييزه عن باقي الكلاب، ما يشعر المارة بالارتياح عند تجوّله بالقرب منهم. 

وتوضح أن هذه الطريقة تساهم في الحفاظ على صحّة التونسيين والقضاء على داء الكلب. 

وكانت السلطات الصحية في البلاد قد كشفت في وقت سابق عن تسجيل خمس وفيات و195 إصابة بفيروس داء الكلب في العام الماضي.

وفي محافظة قابس جنوب تونس توفيت طفلة بعدما هاجمها كلب، ما أثار حينها حالة غضب كبيرة وجدالاً واسعاً بخصوص طريقة التعامل مع هذه الحيوانات التي صارت تشكل خطراً على صحة السكان.

وتأمل الطبيبة التونسية التي تفرّغت لإقناع المسؤولين في البلديات التونسية بوجاهة هذه المقاربة، أن يتم مستقبلاً تعميمها على كل المدن، مؤكدة أنها "الحل الأنجع والأكثر إنسانية ورأفة بهذه الحيوانات".

النهار العربي 

التعليقات

علِّق