التونسي من النقيض إلى النقيض : " يشكي ويبكي " من هنا وينفق كالملوك من هناك ؟
هناك ظاهرة غريبة لا تكاد توجد إلا لدى التونسي الذي يعيش حياته من النقيض إلى النقيض. فمن جهة يظلّ التونسي طوال حياته " يشكي ويبكي " من غلاء الأسعار والمعيشة عموما وفي نفس الوقت تجده ينفق بسخاء الملوك إلى درجة أنه يتركك تتساءل : من أين يأتي بالمال الذي ينفق بعضه أحيانا في أشياء لا معنى لها أصلا؟.
وعلى سبيل المثال لوحظ مع نهاية سنة 2022 عموما أن أغلبية النزل والوحدات السياحية والمطاعم الفخمة التي تنظّم سهرات رأس السنة ممتلئة وأن فضاءات السهرات المخصصة لهذه المناسبة محجوزة مسبّقا. فإذا كانت بعض الحفلات لا يمكن حضورها بما لا يقلّ عن 800 دينار ( نور مهنّى وأمينة فاخت على سبيل المثال ) في بعض الفضاءات فكيف نفسّر أن الأماكن كلّها كانت محجوزة ؟. وهل أن الذين حجزوا تلك الأماكن هم من التونسيين الذي يشتكون ويبكون طوال العام من غلاء المعيشة والأسعار أم ينتمون إلى فئة أخرى لا تعيش معنا ولا تعرف ما نعاني أو لنقل ما يعاني أغلبنا من ويلات و " بلاوي زرقاء " من أجل تأمين لقمة العيش وهي فئة يبدو أنها لا تعلم أصلا أن النار مشتعلة على الدوام في أغلب أسعار المواد التي نحتاجها للعيش أو للبقاء على قيد الحياة؟؟؟.
ج - م
التعليقات
علِّق