التناول الإعلامي لجريمة قبلّاط : هل كنا نرى هذا التجاهل لو كان الضحايا من علية القوم ؟

التناول الإعلامي  لجريمة قبلّاط : هل كنا نرى هذا التجاهل لو كان الضحايا من  علية القوم ؟


للمرة الألف يتّضح أن الإعلام التونسي ( المرئي بالخصوص )  إما  لا يسمع أصلا  بالحرفية والمهنية  وإما موجّه ومحكوم فيه  من ألفه إلى يائه . ففي كافة البلدان التي تقيم وزنا للعمل الصحفي كنّا سنجد  أحداث  جريمة  قبلّاط  تتصدّر كافة الأخبار وفي كافة  القنوات . أما عندنا فقد مرت الجريمة الفظيعة مرور اللئام  ( وليس الكرام )  فلم نكد نجد لها أثرا في كافة القنوات التي عندنا  إذ فضلت  عليها أخبارا أخرى  معظمها تافه ولا معنى له .
وفي  الحقيقة ليست هذه المرة الأولى التي يتغيب فيها الإعلام البصري التونسي عن تسجيل حضوره بحرفية في أحداث تهمّ الرأي العام وتهزّه  وكأن هذه الأحداث لا تهمّه  أو كأنه لا يعيش معنا في هذه  البلاد . وفي الحقيقة أيضا فقد برهن إعلامنا في أكثر من مناسبة على أنه انتقائي جدا  ويبحث عن أدق التفاصيل إذا تعلّق الأمر بأشخاص من مستوى اجتماعي معيّن ومن مناطق معينة  ... و " حقّار جدا " إذا تعلّق الأمر بالبسطاء و " الزواولة " من أبناء هذا الشعب . وبل تأكيد سنجد ألف عذر لأولئك الذين قالوا بجزم " لو حدثت هذه الجريمة في مكان آخر غير قبلّاط ومثيلاتها ... ولو كان الضحايا من علية القوم  لأقام الإعلام  الدنيا ولم يقعدها ...". وطبعا لا يمكن لأحد أن يلوم أشخاصا يفكرون بهذه الطريقة لأن الإعلام البصري أعطاهم الفرصة  وأقام الدليل على أنه إعلام " منحاز " في كثير الأحيان . ويستدلّ أصحاب هذا الرأي بتلك الحادثة التي اغتصبت فيها فتاة على  يدي أمنيين  وكيف  أن الدنيا " تحربت " من الناحية الإعلامية  والحقوقية . إلا أن حالة قبلّاط  بدت كأنها جريمة عادية  لا تكاد تختلف عن  قيام شخص بسرقة بيضة .
إن الإعلام  ( والتلفزة التونسية  بالخصوص )  يفوّت على نفسه فرص الالتصاق بقضايا الناس والسواد الأعظم من هذا الشعب . وفي المقابل تراه يغوص في قضايا  لا أساس لها ولا  رأس .
ج - م

التعليقات

علِّق