التحول الرقمي في فترة ما بعد كوفيد 19 :استمرار تخلف أفريقيا وراء مناطق أخرى حسب التقرير الجديد

تتشارك اللجنة االقتصادية ألفريقيا ومعهد بورتوالنس، وهو مركز ب حثي أكاديمي بواشنطن العاصمة، في إصدار نتائج وتصنيفات النسخة األخيرة من تقرير المركز لمؤشر جهوزية الشبكة لعام 2020 المعني بتقييم مدى استعداد البلدان لالستفادة من التكنولوجيات الحديثة بهدف الجهوزية في المستقبل. ويحمل التقرير عنوان: "تسريع التحول الرقمي في االقتصاد العالمي في فترة ما بعد كوفيد 19 ".وسيتم إصداره يوم اإلثنين 30 تشرين الثاني/ نوفمبر2020 .
ووفقا للتقرير، ال تزال أفريقيا متخلفة عن المناطق األخرى، ال سيما من حيث الوصول للتكنولوجيا ت الحديثة واستخدامها. ويضيف التقرير أنه فور ضرب آثار كوفيد 19 المتتابعة لتدفقات التجارة واالستثمار الدولية، من األرجح أن تزيد هذه االختالفات بين "االقتصادات الجاهزة للشبكة" و "البطيئة" تضخما. وسجلت دولة موريشيوس ) 61 )أفضل أداء بين البلدان األفريقية، تليها جنوب أفريقيا )76 )وكينيا )82)؛ في حين تحتل جمهورية الكونغو الديمقراطية )133 )وتشاد ) 134 ،)أدنى المراتب اإلجمالية بين االقتصادات الـ 134 المشمولة بالتقرير. ويبين التحليل أن االبتكار الرقمي وتنظيم المشاريع قد ا زداد في القارة، حيث تم افتتاح أكثر من 400 مركز رقمي في أفريقيا في 93 مدينة، بما في ذلك أكثر من 130 مركزا جديدا في العامين الماضيين. وتعمل هذه المراكز مجتمعة على توليد أكثر من 1.1 مليار دوالر. في سياق تحليل أحداث عام 2020 ،يشير التقرير إلى أن السباق لالستجابة لوباء كوفيد 19 حفز االبتكار واإلبداع في جميع أنحاء أفريقيا، مما أظهر قدرة القارة على تسريع التنمية الصناعية، بما في ذلك تلك القائمة على تقنيات محلية. ومع ذلك، الحظ مؤلفو التقرير أن استخدام التكنولوجيا الحديثة في أفريقيا يبقى منخفضا بسبب الحواجز الهامة التي تحد من قدرتها على تحويل القارة. وال تزال تحديات التضاريس التكنولوجية الرقمية عديدة، وتتفاقم بسبب محدودية الوصول إلى الخدمات الرقمية؛ والسياسات واألطر القانونية والتنظيمية غير الكافية أو المقيدة؛ واالفتقار إلى العمالة الماهرة والخبرات؛ واالفتقار إلى القدرة على العمل المشترك بين المنصات؛ وعدم توحيد البيانات؛ االتصال والشراكات القليلة. ويشدد التقرير على ضرورة معالجة هذه المشاكل، حتى تتمكن أفريقيا من االستفادة بشكل كامل من فوائد العصر الرقمي. وردا على القضايا المثارة في التقرير، تقول السيدة فيرا سونغوي وكيلة األمين العام لألمم المتحدة واألمينة التنفيذية للجنة االقتصادية ألفريقيا، "إننا بحاجة إلى التركيز على تسهيل الوصول للتكنولوجيا وتكلفتها وسرع تها. وكل هذا يدور حول التنظيم وكيف يمكننا تشكيل شراكات بين القطاعين العام والخاص بشكل أفضل للقارة لتسخير الرقمنة واالبتكار بشكل فعال." "يوضح مؤشر جهوزية الشبكة أن أفريقيا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد بشكل أسرع لكي تتمكن من سد الفجوة القائمة في الوصول إلى تكن ولوجيا المعلومات واالتصاالت والقدرة على تحمل تكاليفها. وستواصل اللجنة االقتصادية ألفريقيا تقديم المساعدة التقنية للدول األعضاء في هذا الصدد." كما أكدت على أن الحكومات األفريقية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لالستفادة من فرص االقتصاد الرقمي العالمي، والذي م ن المقرر أن ينمو من 5.11 تريليون دوالر في عام 2016 إلى أكثر من 23 تريليون دوالر بحلول عام .2025 "نريد ألفريقيا أن تكون جزءا من عالم اليوم المتصل بالشبكة. ال شك أن التكنولوجيات الرقمية ستلعب دورا حاسما في سعي أفريقيا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وجدول أعمال أفريقيا لعام 2063 ،وفي تحسين الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا"، قالت السيدة سونغوي، مضيفة أن تسهيل الوصول إلى التكنولوجيات وجودة هذه األخيرة هي الحل لمعالجة مشاكل االتصال في القارة وأن هذه السياسة تحتاج إلى رعاية وتطوير. ويؤكد التقرير على أن قدرة االقتصادات الوطنية على مواصلة الجهود الرامية إلى صقل مهارات القوى العاملة والمواهب المحلية هي أمر أساسي لمستقبلها، كما سيكون لحزم اإلنعاش دور رئيسي في هذا الصدد. ومن جانبه، قال السيد برونو النفين، المؤسس المشارك لمعهد بورتوالنز، والذي كان قد شارك في كتابة التقرير: "لقد أظهرت أزمة كوفيد كيف للتكنولوجيات الحديثة أن تساعدنا في أن نكون منظمين بشكل أفضل عند مواجهة تحديات غير مسبوقة." وأضاف أن "اآلثار االقتصادية واالجتماعية للجائحة بالكاد ظهرت. وأن التحول الرقمي أصبح اآلن التزاما ملحا في أفريقيا كما هي الحال في بقية العالم لمواجهة تهديدات البطالة الهائلة والتفاوتات." يدرك نموذج مؤشر جهوزية الشبكة مدى انتشار التكنولوجيات الحديثة في عالم اليوم المتصل بالشبكات ويستند إلى أربعة أبعاد أساسية: التكنولوجيا، واألفراد، والحوكمة، والتأثير. ويعني هذا النهج الشامل أن مؤشر جهوزية الشبكة يغطي قضايا تتراوح بين التكنولوجيات المستقبلية مثل تكنولوجيا الذكاء االصطناعي وإنترنت األشياء إلى دور التحول الرقمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي هذا النموذج، أكدت السيدة سوميترا دوتا، المؤسسة المشاركة لمعهد بورتوالنس والتي كانت قد شاركت هي األخرى في كتابة التقرير على ما يلي: "إن المفهوم الرئيسي الذي يقوم عليه نموذج مؤشر جهوزية الشبكة الجديد هو أن مستقبلنا الجماعي سيقوم على التكامل المتناغم بين األفراد والتكنولوجيا، إذ أنهم سيتفاعلون بشكل متزايد كشركاء ومتعاونين في معظم أجزاء المجتمع واألعمال التجارية. ولضمان فعالية هذا التكامل، سيتعين تنفيذ آليات الحوكمة المناسبة لمعالجة القضايا المتعلقة بالثقة واألمن واإلدماج". وتعد شركة ستيراليت )ٍTechnologies Sterlite, STL ،)وهي شركة تكامل رائدة في مجال الصناعة في مجال الشبكات الرقمية الشريك المعرفي في تقرير مؤشر جهوزية الشبكة لهذا العام. وعند صدور التقرير، قال السيد أناند أغاروال, وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة ستيراليت )ٍSTL" : )نعتقد أن الشبكات الرقمية العظيمة تشكل المنصات األساسية لتعاون بشري وعالم أفضل. يعد مؤشر جهوزية الشبكة لعام أداة قوية لمساعدة الشركات والدول على التحول رقميا. ويعمل متخصصو دمج الشبكات الرقمية مثل شركة ستيراليت )ٍSTL )بدأب على تحمل مسؤوليتنا لجعل الشبكات فعالة وبأسعار معقولة .
التعليقات
علِّق