في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في مشاكلها المتعددة وأهمها المشاكل الاقتصادية و خلال الحوار الوطني حول الطاقة زفّ  مساء اليوم المدير العام للطاقات المتجددة  خبرا أكيد أنه سينعش قلوب  كافة التونسيين إذ أكّد أنه سيتم اقتناء ألف سيارة كهربائية لفائدة الهياكل العمومية.
ولا شكّ أن السيد المدير العام لم يكفه الأسطول الرهيب من السيارات الإدارية التي لا تملك مثلها في العدد دول كثيرة متقدمة على غرار اليابان وألمانيا على سبيل الذكر لا الحصر وأنه يريد المزيد من السيارات للسادة المسؤولين الذين لا ينتجون في الواقع أي شيء ينفع البلاد والعباد .
إنها عقلية ليست فقط لدى هذا المدير العام بل عقلية دولة تنفق على موظفيها الكبار ما يكفي لإنشاء العشرات أو المئات  من المدارس والمعاهد والكليات والمستشفيات والطرقات وغيرها من  المرافق التي تنفع الناس . وعوض أن تعمل على الضغط على النفقات والتقليل من عدد السيارات التي لا تنفع غالبا إلا لأغراض عائلية نعرفها جميعا والتقليص من وصولات الوقود التي لا تستعمل كلّها ويتم بيع أغلبها ... والتقليص من نفقات الطاقة من خلال تشغيل المكيفات دون موجب وأكثر من اللازم وتشغيل الإنارة العمومية  نهارا ( وحجبها ليلا في بعض الأحيان ) وعموما التقليص من استعمال ما لا يلزم ها هو السيد يبشّرنا بأن سياسة الدولة لن تتغيّر مهما تعاقب المسؤولون .
هنيئا للشعب التونسي بألف سيارة جديدة سيدفع ثمنها في مرحلة أولى وليس المدير العام هو الذي سيدفع ثم ستكون  نفقاتها من جيوب أفراده الكادحين ... أي نعم جيوبهم ولا أحد غيرهم .
ج - م