الافتتاح الرسمي للمنتدى التونسي الإفريقي للتمكّن " (Tunisian African Empowerment Forum )

تم صباح أمس الثلاثاء 22 أوت 2017 بقصر المؤتمرات بالعاصمة الافتتاح الرسمي للمنتدى التونسي الإفريقي للتمكّن " (Tunisian African Empowerment Forum ) الذي ينظمه مجلس الأعمال التونسي الإفريقي (Tunisia-Africa Business Council) " يومي 22 و23 أوت الجاري بالشراكة مع وزارة الشؤون الخارجية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التكوين المهني والتشغيل وجمعية الطلبة والمتربصين الأفارقة في تونس والجامعات الخاصة ومراكز التكوين من قبل رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي لم يخف مساندة الحكومة والدولة عموما لهذه المبادرة الهامة.
وشهد الافتتاح حضور العديد من الشخصيات المنتمية إلى عالمي التعليم العالي والتكوين المهني ووزير التعليم العالي والبحث العمي سليم خلبوس ووزير التكوين المهني والتشغيل عماد الحمامي والعديد من الوزراء الأفارقة من دول جنوبي الصحراء ومسؤولين من مجلس الأعمال التونسي الإفريقي يتقدمهم بسام الوكيل رئيس المجلس .
وألقى رئيس الحكومة بالمناسبة كلمة رحّب في بدايتها بكافة الوفود الإفريقية الحاضرة وكافة من شاركوا بالحضور في هذا المنتدى الأول من نوعه في بلادنا . وقد حيّا مجلس الأعمال التونسي الإفريقي وخصوصا رئيسه بسام الوكيل على هذه المبادرة التي تأتي في إطار معاضدة المجلس لمجهودات الحكومة وسعيه إلى خلق شراكات فاعلة وناجعة مع البلدان الإفريقية التي تمثّل متنفسّا للاقتصاد العالمي عموما والاقتصاد التونسي بصفة خاصة .
واعون بالصعوبات ... مستعدّون لإزالتها
وقال رئيس الحكومة في هذا السياق : " إنني سعيد بافتتاح النسخة الأولى من المنتدى الإفريقي للتمكّن الذي يستهدف بالأساس قطاعا حيويّا في إفريقيا وهو التعليم العالي والتكوين المهني . وتكمن أهمية هذا الحدث في حضور من أعلى مستوى يتمثل في ما لا يقل عن 11 وزيرا للتعليم العالي والتكوين المهني يمثلمون بلدانا شقيقة ترتبط تونس معها بعلاقات تقليدية وتعاون مثمر في كافة المجالات ... ".
وأضاف رئيس الحكومة قائلا : " إننا مقتنعون أكثر من أي وقت مضى بأن الاستثمار في التعليم العالي والتكوين المهني هو استثمار في شبابنا واستثمار في المستقبل ومراهنة دائمة على الأمن والاستقرار والنموّ في قارتنا . ويأتي هذا المنتدى في وقت تشهد فيه علاقات تونس والبلدان الإفريقية الشقيقة ديناميكية جديدة تندرج في إطار خطة عملنا التي ترمي إلى تعزيز روابط الصداقة والشراكة صلب قارتنا الإفريقية . .. وفي هذا الإطار بالذات قمت بزيارات رسمية في أفريل الماضي إلى كل من النيجر وبوركينا فاسّو ومالي حيث التقيت مسؤولين من أعلى مستوى وأشرفنا معا على أيام الشراكة التي ضمت فاعلين اقتصاديين مهمين ."
وفي ما يتعلّق بالطلبة الأفارقة الذين يمثلون تقريبا محور هذا المنتدى قال رئيس الحكومة : " إن تونس بلد الضيافة بالنسبة إلى الطلبة الأفارقة يتحتّم عليها أن تطوّر دائما هذه الصورة عل أساس تعاون " حنوب – جنوب " . ولا شك أن محور هذا المنتدى يمثّل أرضية ملائمة لهذا التعاون . وبالإضافة إلى الخطة التي وضعناها من أجل إصلاح التعليم العالي والتكوين المهني من أجل أن يكون أكثر إشعاعا على المستوى الدولي فإننا واعون بضرورة تحسين الخدمات المقدمة إلى الطلبة الأفارقة الذين يختارون مواصلة تعليمهم في تونس . ونحن واعون أيضا بوجود بعض المشاكل التي تعترض هؤلاء الطلبة والمتربصين في تونس وهي مشاكل تتعلق بإقامتهم في بلادنا . وعلى هذا الأساس فإن الحكومة التونسية على أتم الاستعداد للتعاون من أجل إيجاد الحلول الأمثل والأكثر دواما بالنسبة إلى هذه الصعوبات الإدارية حتى تبقى تونس مركز إشعاع ووجهة مفضلة لكافة الطلبة من كافة البلدان الإفريقية .".
لنعمل معا على أن يختاروا تونس دائما
وبعد أن رحّب بكافة الحاضرين أفارقة وتونسيين قال بسام الوكيل في كلمته : " أشكر كافة المسؤولين السياسيين والإداريين الذين ساعدونا في الإعداد لهذا الحدث الهام . ولا شك أن ما يجمعنا اليوم ليس مجرد منتدى بل مرحلة حاسمة تتابع إفريقيا في تحرّكها وتوقها إلى أن تأخذ مكانها الطبيعي كقارة بها شباب وتتقاسم بلدانها الحلم والمصير . ومن منطلق هذا المصير المشترك يجب على البلدان الإفريقية أن تتعاون أكثر فأكثر بعيدا عن منطق التنافس . ونعتقد أن عملنا في المجلس قد أعطى ثمارا أكثر مما كنا نتوقع ... وتونس اليوم بما لها من معارف وخبرات قادرة على أن تستعيد مكانتها كقاطرة للدول الإفريقية . لذلك فإن الهدف الأساسي لهذه النسخة الأولى من هذا المنتدى هو تدويل الخبرات التونسية في مجال التعليم العالي والتكوين المهني وتوجيه اختيارات طلبة البلدان الإفريقية الواقعة جنوبي الصحراء والمتربصين واهتمامهم نحو تونس وتدعيم مناخ الثقة المتبادلة بين تونس وإخوتها من سكان البلدان الإفريقية الواقعة جنوبي الصحراء في هذا المجال .وفي المحصلة يهدف مجلس الأعمال التونسي الإفريقي إلى مضاعفة عدد الطلبة والمتربصين الأفارقة في تونس ثلاث مرات ليصل إلى 20 ألفا من هنا إلى أفق سنة 2020 . ومن أهداف هذا المنتدى إذن الترويج للوجهة التونسية في مجال التعليم العالي والتكوين المهني بالنسبة إلى الطلبة والمتربصين الأفارقة وإحياء صورة تونس كوجهة اختيارية لأصدقائنا الأفارقة في مجال التعليم العالي والتكوين وخاصة مساندة مجهودات الدولة والمجتمع المدني والجامعات ومراكز التكوين من أجل استرجاع ثقة الطلبة الأفارقة في تونس . "
وأكّد بسام الوكيل أنه مع كافة الإيجابيات الموجودة هناك أيضا بعض السلبيات التي تحدّ من عدد الطلبة الأفارقة على بلادنا ومنها بالخصوص مسألة الإقامة وبعض التعقيدات الإدارية . ودعا في هذا الإطار الدولة التونسية إلى طمأنة هؤلاء الافارقة في هذه الناحية بالعمل على تذليل كافة الصعاب أمامهم لأنهم سيكونون أصحاب القرار في بلدانهم في المستقبل وسيكونون سفراء لتونس في تلك البلدان .
تونس كانت وستظلّ وجهتهم المفضلة
ومن جهته قال وزير التكوين المهني والتشغيل عماد الحمامي : " لا يمكن لهذا المنتدى إلا أن يكون مفيدا لتونس والبلدان الإفريقية معا . وإن تونس التي كانت وجهة مفضلة للطلبة الأفارقة ستظل كذلك . وأعتقد أن الحضور الحكومي في هذا المنتدى دليل على أن حكومة الوحدة الوطنية مستعدة للذهاب إلى أبعد ما يكون في مجال التعاون مع البلدان اللإفريقية ودليل على أننا ندعم ونساند مبادرة مجلس الأعمال التونسي الإفريقي ونتمنى لها النجاح .".
ندعم المبادرة بكل إمكاناتنا
أما وزير التعليم العالي والبحث العلمي سليم خلبوس فقال : " ما إن علمنا بهذه المبادرة حتى انخرطت الوزارة فيها على الفور . ولا شك أن هذا المنتدى سيكون فرصة لوضع استراتيجية تعاون " حنوب – جنوب " . ولا شك أيضا في أن الوزارة تدعم بكل ما لديها من إمكانات هذه المبادرة التي تجعل من بلادنا مركز جذب بالنسبة إلى الطلبة الأفارقة الذين يأتون إلى بلادنا بصفة اختيارية وتتاح لهم فرصة الإمتياز بدليل أن جامعة جندوبة شهدت هذه السنة تفوّق طالب من مالي نال الجائزة الرئاسية من خلال الحصول على المرتبة الأولى بتلك الجامعة ...".
11 وزيرا و3 كتاب دولة و 20 مرافقا
وشهد هذا المنتدى مشاركة وفود جاءت من 19 دولة مختلفة وتضمّ ما لا يقلّ عن 11 وزيرا من البلدان الإفريقية الواقعة جنوبي الصحراء و 3 كتاب دولة و20 مرافقا .
ومن هؤلاء الذين تأكّد حضورهم بصفة نهائية يمكن لنا أن نذكر :
- السيد Abdoulaye Yero Balde وزير التعليم العالي والبحث العلمي بدولة غينيا كوناكري
- السيد Hissein Massar Hisseine وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتجديد في دولة التشاد
- السيد Nabil Mohamed Ahmedوزير التعليم العالي والبحث ا والتجديد في دولة دجيبوتي
- السيد Alkassoum Maïga وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتجديد بدولة بوركينا فاسّو
- السيدة Assétou Founè Samaké Migan وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بدولة مالي
- السيد Perevet Zacharie وزير التشغيل والتكوين المهني يدولة الكامرون
- السيد Tidjani Idrissa Abdoulkadri وزير مناهج التعليم المهني والتقني بدولة النيجر
- السيد Yahouza Sadissouوزير التعليم العالي والبحث العلمي بدولة النيجر
- السيد Pierrot Uweka Ukaba وزير التكوين المهني والحرف والصناعات التقليدية بجمهورية الكونغو الديمقراطية
- السيدة Florence Agnès كاتبة الدولة لدى وزير العمل والتشغيل والتكوين التقني والمهني وإدماج الشباب بدولة الغابون
- السيد Adoum Dangaye Nokour Guet وزير التكوين المهني وتطوير المهن بدولة التشاد
- السيد Mouloud Ben Katra وزير التشغيل والتكوين المهني بدولة مالي
- السيد Brice Noel Yogo الكاتب العام لوزارة الشباب والتكوين والإدماج المهني بدولة بوركينا فاسّو .
- السيد Michel Koivogui الكاتب العام لوزارة التعليم التقني والتكوين المهني والتشغيل بدولة غينيا كوناكري .
في البرنامج أيضا
وشمل برنامج المنتدى العديد من الأنشطة والندوات وعرضا يسلّط الضوء على نتائج دراسة ميدانية أنجزها مركز الأعمال التونسي الإفريقي حول المشاكل التي يلقاها الطلبة الأفارقة المسجّلون بمؤسسات التعليم العالي بتونس وأيضا ورشات وموائد مستديرة حول احتياجات بلدان جنوبي الصحراء الإفريقية في مجالي التعليم العالي والتكوين المهني .
كما يضم البرنامج أيضا نقاشات وحوارات يديرها خبراء حول الواقع والآفاق بالنسبة إلى عرض التجربة التونسية في مجال التعليم العالي والتكوين المهني وحول ثقافة ريادة الأعمال وحضانة أو احتضان المشاريع المبتكرة وذلك على مدى يومين اثنين تكون فيهما تونس الحضن الدافئ للأشقاء والأصدقاء الأفارقة الذين جاؤوها من كل حدب وصوب .



التعليقات
علِّق