الاتحاد العربي لجمعيات طب الأعصاب: تونس في صدارة طب الأعصاب العربي

شهدت مدينة الحمامات حدثًا علميًّا استثنائيًّا على المستوى الدولي، حيث احتضن مركز المؤتمرات والمعارض بمدينة ياسمين الحمامات، خلال يومي 23 و24 من شهر ماي سنة 2025، فعاليات الدورة 19 لمؤتمر الاتحاد العربي لجمعيات طب الأعصاب.
وتميز هذا الحدث البارز بمشاركة قياسية وبحضور نخب علمية مرموقة، وكان مناسبة لتبادل علمي معمّق بين مختصين من مختلف أنحاء العالم العربي والدولي. وقد رسخت هذه الدورة مكانتها في ذاكرة طب الأعصاب العربي بانتخاب الأستاذة التونسية أمينة القرقوري رئيسة جديدة للاتحاد، في تكريس واضح لدور تونس الريادي في هذا المجال الحيوي.
وقد اتسم البرنامج العلمي للمؤتمر بالتنوع والثراء، حيث شمل 8 جلسات عامة، و5 جلسات متزامنة، و4 ورشات تطبيقية، إلى جانب عرض أكثر من 220 ملصقًا إلكترونيًّا. وتناول المؤتمر عدة محاور أساسية من بينها السكتات الدماغية، والصرع، وتاريخ طب الأعصاب، فضلاً عن جلسات مخصصة للعناية التمريضية بمرضى التصلب اللويحي.
و قد ساهم نخبة من الأساتذة والخبراء الدوليين في إثراء أشغال المؤتمر، نذكر منهم الأستاذ وولفغانغ غريزولد (صحة الدماغ)، الأستاذة إيلينا مورو (مراحل متقدمة من مرض باركنسون)، الأستاذة فاليريا كاسو (النزيف الدماغي)، والأستاذ باسيم ياموت (التصلب اللويحي.
تونس في قلب الحدث: انتخاب الأستاذة أمينة القرقوري على رأس الاتحاد
ومن أبرز اللحظات التي شهدها المؤتمر، انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد، حيث تمّ بالإجماع اختيار الأستاذة أمينة القرقوري لتتولى رئاسته خلال الفترة القادمة. ولا تمثل هذه الثقة تكريمًا لمسيرتها العلمية اللامعة فحسب، بل تؤكد أيضًا حضور تونس القوي والمتزايد على خارطة البحث العلمي والتطبيب العصبي في العالمين العربي والدولي.
وقد خلفت الأستاذة القرقوري الأستاذ يوسف السعيد، ومن المنتظر أن تتعاون مع الأستاذ عبد الله الأسمي من سلطنة عمان، الذي تم انتخابه رئيسًا مكلّفًا بالمؤتمر المقبل المقرر تنظيمه في عمان سنة 2026.
وفي هذا السياق، صرّح الأستاذ رياض قويدر، رئيس المؤتمر 19 للاتحاد العربي لجمعيات طب الأعصاب قائلا :"إن انتخاب تونس لرئاسة الاتحاد هو مصدر اعتزاز وفخر كبير. إنه تتويج لجهود جماعية دؤوبة ومتواصلة في سبيل النهوض بطب الأعصاب في منطقتنا."
وقد عرف المؤتمر مشاركة ممثلين عن 36 دولة، بمساهمة 86 محاضرًا، وتقديم 59 محاضرة علمية، ما جعله تجربة ناجحة بكل المقاييس سواء من حيث المضمون العلمي أو من حيث التنظيم. وقد عبّر العديد من المشاركين عن امتنانهم وشكرهم، مثمنين جودة المحاور المطروحة، ومؤكدين أهمية مثل هذه التظاهرات في تعزيز أواصر التعاون بين المؤسسات الطبية والعلمية العربية والدولية.
ويُحسب نجاح هذه الدورة أيضًا للجنة التنظيمية التي ضمت نخبة من الأساتذة المختصين من القطاعين العام والخاص في تونس، والذين لم يدّخروا جهدًا في سبيل إنجاح هذا الموعد العلمي البارز.
وأكدت هذه الدورة المكانة المركزية للاتحاد كمنصة استراتيجية للتكوين، وتبادل الخبرات، وتطوير البحث العلمي في العالم العربي. كما أبرزت التوصيات الصادرة عن جلسات المؤتمر الحاجة الملحّة إلى تسريع الوصول إلى العلاجات المبتكرة، وتعزيز التعاون العلمي الإقليمي والدولي، وبناء شبكات بحث في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب الحاسوبية.
لقد دشّن هذا المؤتمر دون شك مرحلة جديدة في مسار طب الأعصاب العربي، تقودها كفاءات ملتزمة ومؤمنة بقدرتها على مواجهة تحديات الغد بعزيمة وثقة.
التعليقات
علِّق