الاتحاد التونسي لأصحاب المؤسّسات الخاصّة للتربية و التعليم و التكوين يربح " معركة " سوسة ويتجاوز العراقيل و" النوايا " السيئة

الاتحاد التونسي  لأصحاب المؤسّسات الخاصّة للتربية و التعليم و التكوين  يربح " معركة " سوسة ويتجاوز العراقيل و" النوايا " السيئة


نظّم الاتحاد التونسي  لأصحاب المؤسّسات الخاصّة للتربية و التعليم و التكوين  اجتماعه الرابع  الذي يندرج  كالعادة  في إطار أنشطته  الهادفــــة إلى تحقيق التواصــل بين سلطة الإشراف و منظوريها والتعريف بالاتحاد و بأهدافه وتدارس شواغل القطاع و خاصة مشروع الأمر الحكومي المتعلق بالتعليم الأساسي و الثانوي الخاص بالإضافة إلى تركيز المكاتب الجهوية القطاعية  في كافة ولايات الجمهورية .
و خصص المكتب التنفيذي للاتحاد هذا الاجتماع لولايات سوسة و المنستير و المهديّة والقيروان وقد فاق حضور أصحاب المهنة  الذين قدموا  من هذه  الولايات كافة التوقعات  حيث غصت قاعة النزل بما لا يقلّ عن 500 من رجال ونساء  جاؤوا  للمشاركة في الاجتماع والإدلاء بآرائهم في كل ما يتعلق بمستقبل القطاع .
ولم يخف رئيس الاتحاد عبد اللطيف الخماسي سعادته بأن استطاع وأعضاء من المكتب التنفيذي  جمع ذلك العدد الهائل من الحاضرين في ظرف 3 أسابيع فقط بعد  اجتماع صفاقس . وأكّد مرة أخرى أن السلطة  فرّقت أهل المهنة سنة 1996 من خلال الزج بهم في منظمة الأعراف بعد أن كانوا تحت لواء الهيئة الوطنية للتعليم الخاص التي استطاعت رغم الظروف الصعبة أن تحقق بعض المكاسب للقطاع .
مصلحتنا في وحدتنا
دعا رئيس الاتحاد كافة الحاضرين إلى العمل من أجل أن يكونوا صفّا واحد  طالما أن  المصلحة واحدة وطالما أن الجميع يرغب في لمّ الشتات من أجل أن يتوصّلوا إلى حل المشاكل العديدة التي يتخبّط فيها أصحاب المهنة  بمختلف درجاتهم . وأضاف في هذا السياق قائلا : " لا سبيل اليوم لأن  يبقى كل فرع من فروع التعليم الخاص وحده في مجابهة المشاكل وهي كثيرة ولا تحصى  . إن حضوركم اليوم دعم كبير لنا  لأن وضع التعليم لا يرضي . فهذا القطاع الذي ننتمي إليه   يلعب أدوارا عديدة إلى جانب التربية والتكوين . فهو يخفف  العبء على الدولة من خلال قدرته التشغيلية والاجتماعية  وقدرته على استقطاب عشرات الآلاف من الأطفال والشباب وإنقاذهم من مخاطر الشارع  خاصة في التعليم  الاعدادي والثانوي  الذي يعد أكثر من 150 ألفا لوحده . ونحن في النهاية لا نطلب من الدولة أن تقدم لنا مساعدات مادية ... نريد فقط أن  تعيد لنا مكسبا قديما  حرمنا منه وهو الاعفاء من  الأداءات مثلما كان في السابق  وهذا يعتبر مساندة من الدولة للقطاع الخاص على غرار ما يحدث في الدول المتقدمة  لأننا لسنا رجال مال وأعمال مثلما يرى البعض ويروّج له البعض الآخر... نحن كلنا رجال تربية ولا أعتقد أن فيكم من يفكّر في الربح وأشياء أخرى قبل التربية والتعليم . ونحن في هذا القطاع أكثر حرصا  على الجودة التي بات يتحدث عنها الجميع ."
هجمة كبيرة على القطاع


وأضاف رئيس الاتحاد قائلا : " لقد عانينا حوالي 10 سنوات جرّاء الأمر الرئاسي لسنة 2008 الذي يعلم الجميع  بأن مدرسة واحدة انتفعت به . واليوم هاهي السلطة  تقدم لنا كراس شروط لا يختلف كثيرا عن أمر 2008  الذي كان فيه بعض الامتيازات  التي حذفت في كراس الشروط الجديد ... نحن نتساءل اليوم لماذا  لا يتم تشريكنا كأهل للمهنة في أي تغيير أو أي إصلاح  للقطاع  على أن يكون ذلك انطلاقا من القواعد عوض أن تسقط الوزارة علينا مشاريعها  خاصة أن لنا من الخبراء من هم قادرون على تقديم مشاريع وتقديم حلول للإصلاح وضمان الجودة ؟. لماذا لا يكون هذا المشروع نابعا منّا نحن أهل الذكر؟. لذلك نرى ضرورة توسيع دائرة التشاور لتشمل كافة الأطراف المعنية بأمر التربية  والتعليم بما فيها منظمة التربية والأسرة التي يحضر اليوم معنا نائب الرئيس ونواب عن الجهات  في حركة تدلّ على مساعدتنا ودعمنا في كل ما نعمل لمصلحة القطاع . أما في خصوص المشاكل التي نعاني منها جميعا وأهمّها الأداءات المسقطة علينا فلا يمكن لنا أن نبقى هكذا مكتوفي الأيدي  دون أن نأخذ القرار المناسب الذي لن يكون له شأن إذا لم نتخذه معا وفي كلمة واحدة وموقف واحد . ولعلّكم لاحظتم أنه بالإضافة إلى كل ما نعاني هناك  هجمة شرسة ومنظمة  على قطاع التعليم الخاص بعد الثورة إلى درجة أن أصحاب المؤسسات  الخاصة  لم يعودوا يهتمون بالمسائل البيداغوجية والتأطير وغير ذلك من الأمور المهمّة بقدر اهتمامهم بكل هذه المشاكل المسلّطة عليهم من كل حدب وصوب ... لذلك أرى أيها الزملاء والزميلات أن نناقش هذه الأمور بكل جدية وهدوء كي نخرج بفكرة موحدة وموقف موحّد ندافع  به عن حقوقنا . ومن هنا أعيد القول إن هذا الاتحاد بات اليوم ضرورة  ملحّة أكثر من أي وقت مضى . هذا الاتحاد  بدأ قويا وسيصبح بكم جميعا صاحب صوت أعلى  وأرفع وصاحب قيمة لا يستهان بها في البلاد . إننا في عصر التكتلات والتحالفات وليس مهمّا أن نختلف أحيانا . نحن كأشخاص سنمرّ ونذهب وهذا الاتحاد سيبقى طالما حافظنا عليه معا . وأعتقد أن التعليم الخاص هو المستقبل أحبّ من أحب وكره من كره . والقطاع يعدّ اليوم أكثر من 15 ألف مؤسسة بما يعني ذلك من عدد مرتفع للأطفال والتلاميذ  والمربين .وأعلمكم بأننا اليوم نعمل على تركيز اتحادات جهوية تحتوي على اتحادات قطاعية في كل ولاية  .ونحن نعمل على التعاون مع كافة الأطراف التي تفيد وتنفع القطاع . ونمدّ أيدينا للجميع بالرغم من أننا نعرف أن هناك من يقلقه هذا الاجتماع  وهذا العدد الهائل من الحاضرين ... وبالرغم من أن هناك من سمح لنفسه بالقدوم دون دعوة وبعضهم  خارج القطاع ومن جهات أخرى فقد  رحبنا بهم  ودعوناهم إلى  الالتحاق بنا لنعمل معا من أجل خدمة القطاع . ".
هل كانت " النوايا سيّئة ؟
كان اجتماع سوسة من أكبر الاجتماعات على الإطلاق . وقد لاحظنا منذ بدايته أن بعض الأطراف تصرّ على أخذ الكلمة حتى قبل تقديم الحدث ووضعه في إطاره . وحرصت هذه الأطراف على أن تحدث أجواء لا تليق باجتماع يحضره مربون . وعندما انتهي الاجتماع بسلام  بعد أن انسحبت تلك الأطراف تباعا سألنا رئيس الاتحاد ما الحكاية فقال : هؤلاء زملاء  على كل حال  وقد يكون ساءهم أن يكون هذا الاتحاد شاملا لكافة قطاعات التعليم الخاص بداية من رياض الأطفال وصولا إلى التعليم العالي دون أن ننسى التكوين المهني . كما حضر من ينتمي إلى غرفة الأعراف دون أن يكون ممثلها . وهؤلاء الاطراف  حضروا دون دعوة رسمية من  الاتحاد ومع ذلك رحبنا بهم مثلما لاحظتم ولاحظت كافة وسائل الإعلام الحاضرة . ولعلّكم لاحظتم أيضا  أن أسلوبهم ليس أسلوب الأسرة التربوية وليس في مستواها . وفي كافة الأحوال  نحن كمكتب تنفيذي كنّا ننتظر في أي اجتماع  عقدناه أن يحدث مثل هذه المحاولات التي ترمي إلى  التشويش لا غير . ولعلّ ما يجعلنا لا نوليها أهميّة أن اجتماعنا نجح نجاحا كبيرا وأن هذا الاتحاد بدأ يشقّ طريقه ولن يقدر أي طرف على إيقاف قطار سيره مهما كان ذلك الطرف  ...".

التعليقات

علِّق