"الإفريقي عقليّة " : لقب "أخرس" روايات واتهامات بالية..وأسعد " شعب " الإفريقي

"الإفريقي عقليّة " : لقب "أخرس" روايات واتهامات بالية..وأسعد "  شعب " الإفريقي


بعد سيطرة بالطول وبالعرض على سباق البطولة الوطنية المحترفة لكرة القدم، كان لا بدّ لشعب الافريقي أن يصل في زحفه الى منصة التتويج، وهذا ما تحقق عشية الأمس في رحلة الألف ميل الى جرجيس..
من شمال البلاد الى أقصى جنوبها اهتزّت الجماهير فرحا بالنصر المحقّق والذي أعاد اللقب الغائب منذ سبع سنوات عن خزائن القلعة الحمراء..ورغم كل الهرسلة والمناورات والاشاعات والحملات المغرضة الا أن عزم الأفارقة لم يفتر وجاء اللقب الغالي في نهاية المشوار الصعب.
من المتلوي في مستهلّ الموسم خلال الجولة الافتتاحية والى حدود رحلة الأمس الى جرجيس كان الايمان راسخا لدى "الكلوبستية" أن اللقب سيكون لل"غالية" مهما احتدت الظروف والمنافسة.. ومهما بلغ الحدّ بالبعض الى القاء التهم جزافا، والى حدود الدقائق الأخيرة فان أمر التتويج لم يحسم الا قبل خمس دقائق تقريبا من الصفارة النهائية وهو ما كان عاملا أخرس الشكوك عمّا تردد عن صفقات جاهزة مسبقا يشهد التاريخ أن الافريقي لا يعرف اليها طريقا بدليل أن تتويجاته كانت تتطلب في كل مرة سكب العرق الى حدود أخر اللحظات من السباق..
تتويج الافريقي مثل حدثا ولا شكّ بدليل الاحتفالات التي جابت البلاد شمالا وجنوبا في رحلة مكوكية خلال أقوى تنقل جماهيري شهدته الكرة التونسية من تونس الى جرجيس، وكان ذلك تلقائيا ورغم الادراك المسبق باستحالة الدخول الى الملعب..وهذا ما يثبت مجدّدا صحة القول ان "الافريقي عقلية".وأن من يمتلك مثل هذا الجمهور الخيالي قدره أن يبقى شامخا وطامحا الى المجد الكروي...
الافريقي توّج زعيما للبطولة لأنه اجتهد انطلاقا من رئيسه وصولا الى أحبائه مرورا باللاعبين والاطارين الاداري والفنّي والطبي ..فرئيسه حين صرّح منذ ثلاث سنوات أن اللقب سيأتي الى حديقة المرحوم القبايلي في أوانه، تندّر البعض من هذا الكلام واعتبروه ضربا من الهذيان والغرور..الا أن حسابات وتقديرات الرياحي الذي ضحّى كثيرا بجهده وماله، كانت "صح" وأتت بالبطولة وودّعت سنوات عجاف يأمل جمهور "الغالية" في الابتعاد عنها..
الافريقي وحين احتدّ السباق فان البعض لم يتوان في رشقه بالاتهامات وحاولوا الضغط على الجامعة وفرض روزنامة على المقاس وتأجيل لقاء ورفض التحول لخوضه ثم المطالبة لاحقا باعادته.. حدثت مثل هذه التقلبات، ومع كلّ ذلك صمّ الافريقي أذنيه عن مثل هذه الروايات والتفت الى العمل ليجني اللقب ويترك للبقية مهام "التنبير" والتظلّم والبكائيات..
نادي باب الجديد عاد الى مكانه الطبيعي وهو منصة التتويج، ولكن اللقب لن يكون الأول ولا الأخير، وأما ماهو ثابت فان اللقب الذي أحرزه خليفة والمنياوي والحدادي والبقيّة في كتيبة سانشاز ينتظر التأكيد في موقعة الأهلي المصري لاهداء فرحة كبيرة لجماهير تحدّت كل الظروف من أجل العودة الى الألقاب...وهذا ما يحلم به شعب لا يعترف بالمستحيل ومستعد للبرهنة على كل ضروب العشق والتعلّق والوفاء باللونين الأحمر والأبيض حتى يعود الافريقي مهابا مشعا ويخشاه الجميع...
شكري الشيحي

التعليقات

علِّق