مرّة أخرى يكشف الإعلام الإسرائيلي من حيث لا يدري (  أو لنقل في خطأ مهني لا يغتفر ) الوجه القبيح لسياسة  الكيان الصهيوني تجاه العرب عموما وتجاه الفلسطينيين بشكل خاص. فقد تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم عن مقتل مستوطن إسرائيلي برصاص جيش الاحتلال عن طريق الخطأ . لكنّها لم تنتبه في تبرير عملية القتل إلى أنها  قدّمت عذرا أقبح ألف مرّة من الذنب إذ جاء في سياق الخبر : " تمّت إصابة مستوطن إسرائيلي برصاص الجيش الذي أطلق عليه النار للاشتباه في أنه فلسطيني " ؟؟؟.

ومعنى هذا بكل بساطة ودون حاجة إلى فلسفة أو عبقرية أن مجرّد الاشتباه في أن يكون  الشخص فلسطينيّا يشفع لجنود الاحتلال البشع قتله دون أن يحرّك ذلك ساكنا لدى المجتمع الدولي " المتحضّر " الذي يتشدّق دائما بحقوق الإنسان وحقّه خاصة في الحياة دون أن يوجّه ولو كلمة لوم أو " عتاب " إلى المدللة إسرائيل وهي تتمادى كل يوم في ارتكاب أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين.

لقدّ عرّى الإعلام الإسرائيلي مرّة أخرى حقارة السياسة التي تنتهجها الدولة الغاصبة مع الفلسطينيين إذ  لا معنى لما كتب إلا أن الدولة الإسرائيلية هي التي تعطي الأوامر بقتل الفلسطينيين لمجرّد الشبهة.

جمال المالكي