الإرهاب ... ومنع النقاب

الحصري - مقال رأي
بقلم : الناصر الرقيق
عانت عديد الشعوب و لازالت من الإرهاب، الذي لم يستقرّ " كبارات " الأمم المتحدة إلى اليوم على تعريف واضح له، فالإرهاب قديم قدم وجود الإنسان على وجه البسيطة لذلك ترى الشعوب قد حاربته بوسائلها المختلفة سواء الأمني منها أو السياسي الإجتماعي و أهمّها الثقافي، و ليس صحيحا ما يقال بأننا نحن أي الأمّة العربيّة الإسلامية صانعة الإرهاب و المتضررة منه بل هناك العديد من الأمم تعاني بدورها هذه الآفة، فكولومبيا مثلا تحارب جماعة فارك اليسارية التي ترفع السلاح في وجه الدولة منذ عقود، و تركيا تحارب حزب العمّال اليساري الذي يرفع السلاح بدوره في وجه الدولة، إيطاليا ، بريطانيا و كثير من الدول شهدت مثل هذه الصراعات لكن مع ذلك لم نرى أو نسمع من تلك الدول ما مفاده تراجعا أو تقييدا للحريات الشخصيّة أو العامّة كمثل تلك الدعوات التي نسمعها في بلادنا الكسيحة...بسبب نخبتها.
فبعد حادثة باردو الإرهابية عادت بعض الأصوات لترفع عقريتها بالصراخ، مولولة " يزيّنا من الحريّة بشمنا "، هكذا قال أحدهم و هو يحاول إقناع الرأي العام بأنّ معادلة الحريّة و الأمن لا يمكن تحقيقها إلا بالخفظ من منسوب أحدهما، أما آمنة منيف فقد خرجت علينا ليلة البارحة في قناة العائلة لتسرد على مسامعنا أنّ الحلّ الوحيد للقضاء على الإرهاب يكمن في نزع نقاب النساء المنقّبات...بيني و بين الأنا الذي يسكنني...جلست لبرهة من الزمن أطرح عليه سؤال واحد وأنا أستحضر الفيلم الكوميدي لعادل امام " الارهاب والكباب " ، ما علاقة الإرهاب بالنقاب؟ و حين لم أجد جوابا رحت أقلّب في ذاكرتي المسكونة وجعا على بلاد نكبنا فيها...عن حادثة إرهابية واحدة سواء عمليات الإغتيال السياسي أو عمليات إغتيال جنودنا و أعوان أمننا يمكن أن تكون قد تورطت فيها منقبة أو حتى إرهابي قد إرتدى نقابا من باب التموية...لم أجد...فزادت حيرتي...ما الذي يمكن أن يزعج تلك السيّدة أو الآنسة لا أعلم تحديدا...من إمرأة ترتدي نقابا؟؟؟...بلا جواب أمرّ في حال سبيلي.
النقاب حريّة شخصيّة مهما علت الأصوات الداعية لنزعه عن وجوه من يرتدينه بقوّة القانون...و هنا نتذكر المنشور 108 المتعلق بتجريم الحجاب زمن المخلوع و مع ذلك كان عدد المحجبات يتزايد يوما بعد يوم وسط تحذير النساء الديمقراطيات من خطر الظاهرة على النمط المجتمعي...عاد حرّاس النمط و كهنته من جديد...و حنّ بعضهم لما كان سائدا قبل الثورة، و عدنا نحن للدفاع عن مكاسبنا التي لم نكن ننعم بها و حصلنا عليها بعد دماء سالت و أرواح أزهقت لذلك لا يمكنهم أن يعلموا أنّ حياتنا قد إختلفت و أن مصيرنا أصبح بأيدينا و أن " كمشة " من الإرهابيين لن يخيفونا فإنّ كنّا لم نخشى المخلوع و جبروته و كلّ ما أمتلك من القوّة فكيف سنهاب مثل تلك الشراذم، أمّا حياتهم فأعتقد انّها لم تختلف بين السابق و الحاضر وهم الذين أنعم عليهم المخلوع و أسبغ عليهم الحريّة حتّى " بشموا ".
التعليقات
علِّق