الأسعار من نار.. السوق تحت سيطرة المحتكرين و" الهبّاطة " والسماسرة فأين الدولة وأين نواب الشعب الذين لا يهمّهم الشعب ؟

كتب الزميل عبد الستار النقاطي على صفحته قائلا : " استوقفني تعليق كتبه الدكتور محمد شلبي أستاذ الإعلام والاتصال على صفحته متسائلا : كيف تخصص بعض وسائل الإعلام مساحات برامجها لنقاشات جانبية في ما تهمل القضايا الأساسية كسعر "الطماطم" الذي بلغ 3 دنانير ... شكرا لك سي محمد لأنك وضعت الإصبع على موطن الداء ..فالأسعار "شعلت فيها النار" سواء في الأسواق الأسبوعية أو في المساحات التجارية أو عند الخضار ...انتبهوا أيها السادة والسيدات : البطاطا ب1600 كلغ ...الطماطم ب 2800 الكلغ البصل ب 1500 كلغ ..." الحشيش " يعني "السلق والمعدنوس والكلافز" "الربطة " بين 500و600مليم ... أما الفواكه والغلال فأسعارها تكوي وليست في متناول العامل والموظف و "بو الصغار" ... وتراني أتساءل لماذا ترتفع الأسعار ووزارة التجارة "تتفرج على الخنار" ...؟ والصحف والإذاعات والقنوات التلفزية العمومية والخاصة مهتمة بأشياء أخرى أفلا تهمها "قفة المواطن".. .؟ ثم أليس مسيروها وصحافيوها وكل العاملين في قطاع الإعلام والاتصال من عامة الشعب ...؟
لقد استضافت النشرة الرئيسية للأخبار على "الوطنية 1" منذ أكثر من أسبوع السيد وزير التجارة وهو من الكفاءات الشابة ...سمعته يتحدث بحماس عن اللجنة الرباعية التي تم إحداثها وممثلة فيها (وزارات التجارة والفلاحة والداخلية والصحة ) ..وأكد فيها أن هذه اللجان الرباعية ستعمل بجهد وحزم على ردع المخالفين للقانون والمحتكرين والسماسرة بقوت الناس ... كلام جميل ... لكن ما هو موجود من غلاء أسعار على أرض الواقع في الخضر كما الغلال مثلما ذكرت لا يعطي الإشارة الواضحة على أن "اللجنة الرباعية " التي ذكرها الوزير بدأت تعمل ...وتراني أوجه سؤالا للوزير رغم حداثة تسميته على رأس وزارة في حجم وزارة التجارة : هل لكم علم السيد الوزير "بهيمنة الهباطة " على الفلاحة والمزودين في" سوق الجملة" ببئر القصعة ...؟ وهل عندكم معلومات دقيقة عن "مخازن التبريد الكبرى " التي تحتوي على كميات هائلة من ( البطاطا والبصل والطماطم ) إلى جانب الغلال والفواكه دون أن ننسى "مخازن التبريد العشوائية " ...هذه المخازن تعمل بشكل يوحي لك بأنهم يعملون بدقة متناهية ويعرفون جيدا من خلال "السماسرة " حاجات السوق ومن هذا المنطلق هم يعرفون متى يصعدون في الأسعار ومتى يخفضون فيها ... هؤلاء المحتكرون هم مصاصو دماء الشعب ويوم الأحد 8 أكتوبر الجاري في السوق الأسبوعية بحي الرياض بالمرسى حدثت مناوشة يبن امرأتين وأحد باعة الخضر سألته واحدة : (اش ثمة ياوخي كيلو البطا ب1600 ...اجابها إسال جماعة الفريقو والهباطة والسمسارة ....أنا نشري كيفك إنت )...وسألته الثانية والبصل اشبيه غالي ياوخي ؟ أجابها اسمعتني آش قلت لصاحبتك : أنا صباب ماء على اليدين وأضاف ماكم جبتو الثورة اتحملول مالا الأسعار ...المهم تلمت حضبة و شوية لا لحمت بيناتهم ...؟ غادرت المكان وبقيت أتجول بين "نصب " الخضرة والغلة ...فوجدت أسعارا ليست في متناول المواطن العادي وهي مثلما ذكرت في بداية المقال وسمعت العديد من زبائن السوق يتذمرون الرجال كما النساء ...؟ إذن عمل كبير ينتظر اللجنة التي أتى عليها الوزير في الأخبار وعمل كبير ومجهود مضاعف ينتظران "الرباعي الراعي لقفة المواطن" إن صح التعبير وما عليهم إلا المرور إلى التنفيذ والردع والضرب بقوة على يد المحتكرين والهبّاطة والسماسرة والمتاجرين بقوت الشعب حتى يطمئن المواطن وخاصة "الزوالي "وبو العيلة على لقمته ولقمة أبنائه في سوق فاق فيها جنون أسعارها مرض "جنون البقر". شهرة ...".
إلى هنا انتهى مقال الزميل ويبقى أن نلاحظ أن ما قاله قطرة في بحر من الكوارث والتجاوزات التي تشهده مسالك التوزيع في كل ما يتعلّق بما يحتاجه المواطن في حياته اليومية . صحيح أن أسعار الخضر والغلال أصبحت لا تطاق وأن هذه اللجنة الرباعية التي تحدث عنها الوزير لم نر لها أثرا أمام " بارونات " ومافيات باتت تتحكّم في تزويد الأسواق وترفيع الأسعار مثلما يريد أفرادها لكن صحيح أيضا أن أسعار كافة المواد الأخرى التي تدخل في الحياة اليومية للمواطن تكاد أسعارها تتغيّر كل يوم وكل ساعة تحت أنظار كافة مكونات السلطة التي باتت على ما يبدو عاجزة عن فعل أي شيء أمام " الحيتان الكبيرة " . فما تترك سعره هذه الليلة " كذا أو كذا " ليس مضمونا أن تجده كذلك في الصباح إذ يطوف طائف عل الأسعار ليلا ونحن نيام فيفعل فيها ما يشاء ولا من رقيب ولا من حسيب .
أما وسائل الإعلام فقد انخرط أغلبها للأسف في اللعبة وصارت تستهويها التفاهات فتخلق منها أحداثا عظيمة وتتابع أدقّ تفاصيلها وتجهد نفسها من أجل تحويل انتباه المواطن عن حقيقة وضعه التعيس لتجد " الحيتان " الكبيرة فرصها فتعبث بالأسعار وغيرها أيّما عبث . وأما الذي يبعث على كل حيرة واستغراب فهل مجلس نواب الشعب . فهو قد فقد الوعي تماما على ما يبدو إذ لا تهمّه أسعار ولا قفة المواطن ولا هم يحزنون ... إلى درجة أن البعض بات يسأل : ماذا يفعل هؤلاء النواب تحت قبة المجلس أصلا ؟؟؟.
ج - م
التعليقات
علِّق