الأسعار قبل يوم من العيد : لا تصدّقوا من قال إن التونسي للتونسي رحمة فهو واهم أو كاذب

                   الأسعار قبل يوم من العيد : لا تصدّقوا من قال إن التونسي للتونسي رحمة فهو واهم أو كاذب


نسمع كثيرا عبارة " التونسي للتونسي رحمة " لكن لا نكاد نجد من هذه الرحمة شيئا على أرض الواقع . ودون لفّ أو دوران فقد استغلّ كافة التجار وبائعي الخضر والغلال الموقف في هذا العيد وقاموا بالرفع من الأسعار في كل شيء لأنهم يدركون ببساطة أن المواطن التونسي مجبر عل  الشراء ولا خيار أمامه خاصة في ظل النقص الواضح في تزويد الأسواق .
وعل سبيل  المثال فقد أصبحت " قتّة المعدنوس والسلق " بسعر يتراوح بين 750 مليما ودينار مع العلم بأنها لا تتجاوز " 4 وريقات " وقد أكّد لنا أحد باعة الخضر أنه بالأمس  بالذات كان يبيع أحسن وأكبر منها بمبلغ 500 مليم فقط . الفلفل أيضا قفز سعره فجأة من 1200 مليم إلى 1800 مليم ( السعر المتوسط ) وقفز سعر البطاطا والبصل إلى 1350 مليما والطماطم ( ونحن في فصل الطماطم يا عباد الله ) تباع اليوم بين 950 مليما و1100 مليم  وهي التي لم تكن تتجاوز في السنوات الماضية 400 أو 450 مليما .
أما عن الغلال فحدّث ولا حرج إذ أصبح مجرّد الاقتراب منها مغامرة غير محمودة العواقب وقد عينّا عن كثب أن الكثير من المواطنين كانوا يسألون عن أسعار الغلال وأنهم اكتفوا بإجابات الباعة ثم انصرفوا مطلقين تنهيدات تهدّ الجبال .
باختصار شديد ودون الدخول في تفاصيل أخرى تهمّ لوازم أخرى فقد استغلّ الجميع الموقف أسوأ استغلال وقاموا بذبح المواطن قبل أن يذبحوا غدا أضاحيهم . لا أحد يتذكّر في مثل هذه الظروف العبارة البالية " التونسي للتونسي رحمة " وأعتقد أنه حان الوقت لتصحيح الوضع فتصبح " التونسي للتونسي نقمة " ...لأن هذا هو الصحيح والواقع ويكذب من ينكره أو هو واهم مثل من أطلق " الأغنية القديمة " هذه .
تبقى نصيحة لا بدّ منها وهي : لا تصدّقوا ما تقوله وزارة التجارة حول " تراجع أسعار كذا وكذا مقارنة بأسعار 2019 " ولا ما تقوله منظمة الدفاع عن المستهلك التي لا ندري بالضبط ما هو دورها في كل ما يحدث إذ تكتفي في كل مرة  بتسجيل الحضور...فقط لا غير .
ج - م

التعليقات

علِّق