ادراج اسرائــ...ل في قائمة العار الدولية انتصار لأطفال غزة وحماية لهم في المستقبل .... ماهيتها؟ وتداعياتها؟

ادراج اسرائــ...ل في قائمة العار الدولية انتصار لأطفال غزة وحماية لهم في المستقبل .... ماهيتها؟ وتداعياتها؟

بقلم ريم بالخذيري

بات من المؤكّد أن الضمير الإنساني بدا في الصحو مجدّدا وان متأخرا فيما يخص المجازر التي يتعرّض لها الأطفال في غزة .حيث أنّ عدد الأطفال الذين قتلوا خلال أربعة أشهر من الحرب في غزة أكثر من عدد الأطفال الذين قتلوا خلال أربعة سنوات من الحروب بجميع أنحاء العالم.بالإضافة الى المصابين و الميتّمين وهو ما لم يحدث سابقا .
الصحوة الإنسانية كانت عبر قرارات سابقة من المحكمة الجنائية الدولية بتجريم ما تقوم به إسرائيل وبإصدار بطاقات جلب في رئيس الحكومة ووزير دفاعه و اعتبارهما مجرمي حرب.
و اليوم أعلنت الأمم المتحدة عن قرار تاريخي لصالح أطفال غزة و المدنيين بصفة عامة و ذلك بإدراج الجيش الإسرائيلي في قائمة العار الدولية. وسيصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقريرا في 18 جوان الحالي، القرار معلّلا ورسميّا.
وقائمة العار هذه أنشأها الأمين العام للأمم المتحدة  كوفي عنان عام 2002، وتهدف لإيقاف العنف ضد الأطفال جراء النزاعات المسلحة.حيث انه بناء على طلب مجلس الأمن الدولي، ينشر الأمين العام للأمم المتّحدة سنويا تقريرا يرصد انتهاكات حقوق الأطفال، إضافة لاستهداف المدارس والمستشفيات في نحو 20 منطقة نزاع حول العالم، ويُضمّنه ملحقا يُدرج فيه المسؤولين عن هذه الانتهاكات.ويضم التقرير  قائمتين، الأولى للأطراف التي اتخذت تدابير لحماية الأطفال، والثانية للأطراف التي لم تفعل ذلك.
ويدرج في  "قائمة العار" الدول أو الميليشيات  المتورطة في أعمال قتل الأطفال أو تشويههم أو الاعتداء الجنسي عليهم أو اختطافهم أو تجنيدهم، ومنع وصول المساعدات إليهم.
وتعتمد على مقاييس أربعة وهي :
-تجنيد واستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة
-.ارتكاب العنف الجنسي ضد الأطفال.
-قتل وتشويه الأطفال.مهاجمة المدارس والمستشفيات.
-مهاجمة أو التهديد بمهاجمة المدنيين، بما في ذلك الأطفال. واختطافهم.
وهذا القرار ياتي بعد تسعة أعوام من توصية الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة بإضافة إسرائيل وحماس إلى القائمة بسبب انتهاكات في حرب 2014 في غزة حينما قتل 540 طفلا من بين أكثر من 2100 فلسطيني لاقوا حتفهم.
وضغطت إسرائيل على، بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة حينها بقوة للبقاء خارج القائمة، إلا أنها نفت الضغط عليه. وفي نهاية المطاف لم يضف بان كي مون إسرائيل أو حماس إلى قائمة مرتكبي الانتهاكات، لكن التقرير انتقد بشدة إسرائيل بسبب الحرب التي استمرت 50 يوما عام 2014.
التقرير الذي يدين إسرائيل أعدّته، فيرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح. وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي إن ما لا يقل عن 7797 طفلا قتلوا في قطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، مستندة على  بيانات من وزارة الصحة في غزة حول الجثث التي تحددت هويتها.أمّا المكتب الإعلامي التابع لحكومة غزة فيؤكد إن نحو 15500 طفل في المجمل قتلوا.
قرار محرج و انتصار للأطفال
لابد من الإشارة الى أن قائمة العار الجديدة ضمت أيضا كل من حركة حماس و حركة الجهاد الإسلامي اللتان عدّتا مسؤوليتين علن قتل 38طفلا إسرائيليا في هجوم 7من أكتوبر 2023.و بالتالي يؤكد التقرير انتصاره للأطفال المضطهدين و الضحايا في كل العالم باعتبارهم الفئة الأضعف و التي وجب أن تتمتع بالحماية الكاملة زمن الحروب.
ورغم أن القرار لايشير الى عقوبات مباشرة الاّ أنه يعدّ ورقة ضغط مهمة على الدول المدرجة في قائمة العار و التي لابدّ أن توفر أقصى درجات الحماية للأطفال لمغادرتها.
كما يمثل القرار احراجا ديبلوماسيا لإسرائيل و حوكمتها و سيدفع دولا كثيرة الى اتخاذ إجراءات أحادية الجانب كالامتناع عن بيع الأسلحة أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو غيرها من القرارات التي تحمي الأطفال .وهو الهدف الأول من ادراج من يدرج في قائمة العارهذه.

التعليقات

علِّق