اختتام الندوات الفكرية لمهرجان الأغنية التونسية

اختتام الندوات الفكرية لمهرجان الأغنية التونسية

انتظمت، يوم الجمعة 2 افريل 2021 الندوة الثالثة والأخيرة لمهرجان الأغنية التونسية بعنوان " إشكاليات إنتاج الأغنية التونسية"، بحضور عدد من الفنانين والموسيقيين والمهتمين بالشأن الفني,

وفي اختتام الندوات التي تندرج في إطار الرؤية الجديدة للدورة العشرين للمهرجان، ذكر المشرف عليها الفنان صالح حميدات بمحاور الندوتين السابقتين حيث بحث الحاضرون في مسألة الأغنية التونسية مرروا بمهرجان الأغنية التونسية رؤيته وأفق تطويره وصولا إلى الاتصال ودوره في الترويج للأغنية التونسية.

وتضمنت الندوة مداخلتين للشاعر والباحث الجليدي العويني ومدير إدارة الموسيقى والرقص والمنسق العام لمهرجان الأغنية التونسية أحمد إيدير، تتعلق الأولى بإشكاليات الدعم فيما تعنى الثانية بسبله.

و تطرّقت مداخلة الجليدي العويني إلى الإنتاج زمن الاستعمار والإنتاج إبان المشروع الوطني والإنتاج الخاص وإلى العوائق الحالية التي تواجهه بالإضافة إلى الرابط  بين الإنتاج من جهة والتعريف والترويج من جهة أخرى وتراجع دور المؤسسات العامة والخاصة في الترويج للإنتاجات الموسيقية.

وفي علاقة بمسألة الإنتاج، يشير الشاعر الجليدي العويني إلى أنها تشمل بعدين الأول إبداعي يتعلق بما يقدّمه الفنان والثاني مادي يتعلق بكيفية تنفيذ المقترح الإبداعي وإلى أنّ هذه الثنائية تجرّ إلى الحديث عن ثنائية أخرى هي الحافز والإمكانيات.

وانطوت المداخلة على جانب تاريخي في علاقة بالإنتاج الموسيقي زمن الاستعمار وبعد الاستقلال وفي الفترة التي تلتها  وصولا إلى الوقت الراهن من خلال الحديث عن تجربة الشركات الخاصة في الثلاثينات والفرقة الرشيدية وفرقة الإذاعة والفرق البلدية والفرق الخاصة بما تمثّله من حافز للإنتاج.

وفي الوقت الراهن أصبحت المعادلة بين الإنتاج والترويج مختلة، وفق حديث الشاعر الجليدي العويني الذي عرّج على العائق التقني في علاقة وسائل البث الجديدة التي بقي جيل من الموسيقيين عاجزا عن التفاعل معها في حين مثلت فرصة ظهور للمشاريع الجديدة.

ولم يفوّت الشاعر المناسبة لطرح جملة من المقترحات التي تهدف إلى خلق الحافز والإمكانيات للتمكّن من تجاوز إشكاليات الأغنية التونسية، من ذلك التأقلم مع الإمكانيات المتوفر وتجاوز بعض التصورات والعادة في إنتاج الأغنية المتقنة وتنظيم دورات تكوينية لجيل من الموسيقيين ليكونوا حاضرين على المنصات الجديدة إلى جانب القطع مع المناسبتية في عرض الانتاجات الموسيقية وعرضها على مدار السنة.

من جهته تحدّث مدير إدارة الموسيقى والرقص وعضو الهيئة المديرة للدورة العشرين لمهرجان الأغنية أحمد ايدير عن سبل دعم الإنتاجات الموسيقية سواء عبر تشجيع الإصدارات الموسيقية من اغان ومعزوفات أو عبر صندوق تشجيع الإبداع الأدبي والفني.

وفي علاقة بالدعم، أشار السيّد أحمد إيدير إلى أن بعض مشاريع الدعم قارة في وزارة الشؤون الثقافية وبعضها الآخر يتغير في إطار سياسات الوزارة واستراتيجياتها على غرار مشروع "تفنن" وإلى أن الوزارة تدعم الأغاني والمعزوفات منذ سنة 2000.

وفي مداخلة مقتضبة، أكّد أن الدعم موجود ولكن الإشكال يكمن في الإبداع الذي يتسم بالفقر فإدارة الرقص والموسيقى تتلقى عددا كبيرا من المشاريع الموسيقية لكنها لا تخضع في مجملها إلى الشروط الجمالية والإبداعية.

وفي السياق ذاته، أشار إلى أن  التنفيذ الموسيقي فاق المغني والمشروع فالعازفون مهرة وممتازون ولكن لا توجد أفكار إبداعية ومن يقدم مشروع يفكّر فقط في أن ينال الدعم، وفق قوله.

التعليقات

علِّق