احتفالات المولد النبوي الشريف : القيروان تريد استرجاع مجدها كأول مدينة عربية إسلامية في شمال إفريقيا

احتفالات المولد النبوي الشريف : القيروان تريد استرجاع مجدها كأول مدينة عربية إسلامية في شمال إفريقيا


تجري استعدادات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمدينة القيروان على نسق حثيث. وفي هذا الإطار أعدّت " مؤسسة القيروان "  الكثير من التظاهرات ذات الطابع الديني والثقافي بالتعاون مع " جمعية المولد " احتفاء بذكرى مولد الرسول محمد ( صلعم ) بحضور منتظر لنحو 500 ألف  من الزائرين الذين سيأتون كالعادة من كافة أنحاء البلاد وأيضا من خارجها . 
ويتضمّن برنامج الاحتفالات هذه السنة حوالي 60 نوعا من الأنشطة المختلفة  التي نذكر منها الندوات والمعارض وسهرات الغناء أو الإنشاد  الديني والمدائح وعرضا ضوئيا ( Mapping  ) على صومعة جامع عقبة بن نافع وعدة عروض تتناول السيرة النبوية والأبعاد الدينية والتربوية والأخلاقية لهذه الاحتفالية والمبادئ السمحة للإسلام . كما تشهد الاحتفالات عرضا للمنتجات والأطباق التقليدية وعرض " خرجة  القيروان " التي تنشّطها فرق موسيقيّة تقليدية .


ويؤكّد رفيق عمارة  رئيس " مؤسسة القيروان " أن الهدف الأساسي من هذه التظاهرات هو أن تسترجع عاصمة الأغالبة بريقها ورونقها وخصوصياتها كأول مدينة عربية إسلامية وأن تكون عن جدارة قطبا للسياحة الثقافية والدينية .
وأضاف رفيق عمارة في هذا السياق قائلا : " بما أن القيروان هي  أول مدينة عربية إسلامية في الشمال الإفريقي فإنها تختزل عبر تاريخها كنوزا لا نهاية ولا مثيل لها على الإطلاق . كما أن تاريخها وتراثها الغزير ومخطوطاتها النادرة وكتب القرآن النادرة والمتنوعة الموجودة فيها ... كل هذه الأشياء تجعل منها مدينة ثقافية وإسلامية فريدة في نوعها وحجمها . ولا شك أيضا في أن القيروان تحتضن أقدم منبر وأقدم محراب في العالم العربي الإسلامي  إذ يعودان إلى عهد الدولة العباسية .".
ويحرص رفيق عمارة على التأكيد أيضا على أن من أهداف هذه التظاهرات الاحتفالية الخاصة بالمولد النبوي الشريف تثمين كل ما تملك القيروان من مخزونات دينية وثقافية  ومعمارية  وتاريخية وعلمية وغيرها  عسى أن تستعيد القيروان مكانتها الطبيعية  كأوّل مدينة عربية إسلامية في الشمال الإفريقي وهي التي كانت وما زالت وستبقى أهلا لها .


وللتذكير فإن  السيد رفيق عمارة وكل من معه ويشاركونه أفكاره وقناعاته يحاولون من خلال " مؤسسة القيروان "   أن يعيدوا للقيروان ما تستحق و يحاولون إعادة الإشعاع  لاحتفالات المولد  التي  تقلّص الاهتمام بها   في السنوات الأخيرة  خاصة أن القيروان غنية جدا بالتاريخ والأحداث التي تجعل منها واحدة من أكبر مدن العالم العربي الإسلامي  لو توفرت العزائم وتم تجنيبها الحيف والظلم اللذين عانت منهما كثيرا .
ويسلّط رفيق عمارة الضوء على هذا  الأمر المهمّ جدا فيقول : " نحن نحاول أن نخرج كنوز القيروان الكثيرة جدا  إلى الناس ليعرفوها . ففي متحفها كنوز لا يتصوّرها العقل . والقيروان أنتجت حوالي 400 عالم من أفضل العلماء لكن 90 في المائة منهم ما زال مغمورا . وفي المتحف يوجد 70 ألفا من المخطوطات منها حوالي 35 ألفا خطّت على الرقّ ( الجلد ) بينما  كتبت مخطوطات إسطنبول على سبيل المثال على الورق ... وفي القيروان يوجد أيضا " المصحف الأزرق " ومصحف أم ابن باديس الواقع في حوالي 5000 صفحة ما زال منها 2700 صفحة في القيروان  وهي صفحات تساوي الكثير لو أننا نعرف كيف نسوّق لها  سياحيّا وثقافيا ... وفي القيروان يوجد أقدم منبر في العالم الإسلامي كان قد أنشأه الخليفة العباسي من الخشب الصافي الثمين قبل أن يذهب إلى العراق وينشئ بغداد . كما يوجد في القيروان أقدم محراب في العالم الإسلامي  وهو أقدم حتى من محراب القدس ... ونحن نعتقد أن كافة هذه الكنوز المنسية المهملة  يجب أن تخرج إلى النور وأن نستغلّها  لإعادة الإشعاع إلى القيروان وبالتالي إعادة إشعاع لتاريخ بلادنا . "

التعليقات

علِّق