اتضح أنه " ديمقراطي " جدّا : أخيرا سقط القناع عن " فايسبوك "

اتضح أنه  " ديمقراطي " جدّا : أخيرا سقط القناع عن " فايسبوك "

 

 كتب الدكتور نوفل بن عيسى مقالا مهمّا عن " سقوط القناع  عن  فايسبوك  " . وهو مقال مهمّ نشره زملاؤنا في " espacemanager  "  ويختصر ما يشعر به آلاف وملايين من العرب اليوم بسبب ممارسات المشرفين على " فايسبوك " وما تتعرّض له حساباتهم من تضييقات وغلق ( وقتي أو ربما نهائي ) كلّما نشر أحدهم كلمة واحدة تنقد إسرائيل ... وهذا طبعا دليل واضح على  " ديمقراطية " السيد " زوكربيرغ "  الذي اتضح أخيرا أنه لا يحتمل أن  تمرّ " نسمة الجنوب " على محيّا حبيبته إسرائيل فتجرحه أو تصيبه ببعض الوهن.

وقال نوفل بن عيسى في مقاله : " نشر أحد الفلسطينيين ( وكان تلميذي سابقا ) وهو اليوم في وطنه يعيش الحصار " تدوينة " قمت بالتعليق عليها تضامنا مع الشعب الفلسطيني مثلما يفعل الكثير من الناس.

وللأسف كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة لي . فقد حجب " فايسبوك " تعليقي وأرسل لي الإنذار التالي : إذا  قمت  مرة أخرى بمثل هذا الخرق فقد يخضع حسابك إلى قيود "   وكأن مما كتبت  " معايير الاتصال" لهذا العنكبوت  الذي يمثّل  جزءا من "Wold Wide Web".

ويبدو كذلك أن إحدى الصديقات ولنفس الأسباب قد تعرّضت إلى نفس المعاملة وتلقّت نفس هذه " الرسالة  التحذيرية ".

كذلك الأمر بالنسبة إلى صديقي المتخصص في علم الاجتماع والصحافي الموهوب الذي أقام لفترة طويلة في فرنسا وتعاون مع العديد من الصحف المعروفة وقد كتب ما يلي : " نشرت رسما كاريكاتوريا  بصحيفة " لوموند "  وهو يظهر مستوطنا إسرائيليا   يحرّض جنديّا إسرائيليا على إطلاق النار من بندقيته بشكل أسرع. النتيجة أن فايسبوك قام بحذف الكاريكاتور. وقد نشر صديقي هذا أيضا الاستنتاج  التالي : التعصب الهادئ. الحكومات المتحالفة  مع إسرائيل   وليس  فقط الدول الغربية  تحرص على  ذلك ".  وهذا يعني ويلخّص كل شيء. وعلى سبيل  المعلومات  لا غير فقد  فضل صديقي ، الذي تعرض إلى الاضطهاد منذ  حوالي  خمسة وعشرين عامًا من قبل نظام الراحل بن علي   اللجوء إلى فرنسا حتى يتمكن من التعبير عن نفسه بحرية وعدم التعرض إلى غضب وقمع النظام التجمع ورئيسه  آنذاك.

وعندما عاد إلى وطنه بعد الثورة ظنّ أنه وجد حريّة العيش بطريقته التي يريد وحرية أن يعبّر دون خوف من التصنّت ومن الممارسات الأخرى التي كانت شائعة من قبل الأنظمة الاستبدادية. ولعلّ من غرائب الأمور أنه وجد نفسه مرّة أخرى تحت رحمة " المقصّ " ... لكن هذه المرة  من قبل " فايسبوك ".

إذن فقد اتضح  بعد سقوط الأقنعة   أن من " يعطون الدروس " في الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية  يعانون في الواقع  من الكثير من المشاكل والنقائص في هذه المجالات.

وقد حذّر الله المسلمين في القرآن قائلا : " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ... " . وبمعنى آخر ( يصلح لهذا العصر )  عليك أن تتبع "خارطة الطريق" الخاصة بهم والمسار الذي يرسمونه لك   وأن  تلتزم "بمعاييرهم" وأن تذعن رغباتهم وما يريدون .

ومع " فايسبوك " فإن الأمر مماثل لما يحدث في أنظمتنا  البالية : أغلق فمك وإلّا قضيت عليك . ويبدو أن ذلك بات عملتها وعملة " مشغّلها  زوكربيرغ " . فهناك دائما لحظات تسقط فيها الأقنعة . ومنذ عقود طويلة تعرّض المسلمون إلى التهجّم والاستفزازات من قبل اللوبيات والتحالفات التي نعرفها... هناك رسوم كاريكاتورية تسخر من رسولهم ... يتم الهجوم على المسجد الأقصى وتدنيسه بصفة مزمنة ودائمة ... ألصقت بهم بصفة تعسّفية تهمة الإرهاب ... فرض على دولهم و" قادتهم " الخاضعين كل ما تريد اللوبيات والتحالفات ...  يتم استغلالهم وتفقير شعوبهم ... إلى غير ذلك من ممارسات معروفة . واليوم تتم مراقبتهم عن طريق فايسبوك ( إلى جانب وسائل أخرى للمراقبة ) ... نفرض عليهم القيود  ونحرمهم من إمكانية القيام بأي عمل...  كل  الشعوب بمن فيهم العرب والمسلمون  لها الحق في الحرية والكرامة والإنصاف بغض النظر  إن كانوا يعجبون فايسبوك  والأوصياء عليه ورعاته.

 أما العرب   فلن يكون لهم حق تقرير المصير إلا إذا سقط "حكامهم المتحالفون" الذين يحرسون " التعصب الهادئ " ويحرصون على استمراره. وخلافا لذلك فسيكونون دائما عرضة   لتلقّي  غضب استعمار جديد  صارخ وأكثر إجراما . فقط  نقول : " من المستفيد من الجريمة ؟ ".  مهلا .. فمن المهم عدم الرد عن هذا السؤال  لأن حسابك " قد يكون عرضة للقيود" وما يمكن أن يتبعها. ".

ج - م

التعليقات

علِّق